حينما يقرر كريستيانو رونالدو تغيير قصة شعره بشكل جذري، فعلى منافسيه أن يقلقوا. هذا ليس تكهنًا، بل نمط تاريخي ارتبط بأعظم إنجازات الأسطورة البرتغالية.
مؤخرًا، أثار ظهوره في تدريبات النصر بـ "لوك" جديد وقصة شعر قصيرة جدًا، حالة من الجدل والتفاؤل بين الجماهير، ليس لجمالية القصة، بل لما تحمله من ذكريات ورمزية للاعب الذي يحول تركيزه إلى سلاح فتاك، وهو ما يجعل السؤال يتردد بقوة: هل يستعد "الدون" لقيادة "العالمي" نحو الثلاثية التاريخية؟
وعد 2017.. حين جلبت "الحلاقة الكاملة" الثنائية
الواقعة الأشهر والأكثر دلالة في مسيرة رونالدو كانت في صيف عام 2017. قبل المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ضد يوفنتوس، قطع النجم البرتغالي وعدًا جريئًا على نفسه: إذا فاز باللقب وسجل هدفًا، فسيحلق شعر رأسه بالكامل.
لم يكن مجرد كلام، بل كان دافعًا إضافيًا له. وبالفعل، قدم رونالدو أداءً أسطوريًا، سجل هدفين، وقاد ريال مدريد لسحق الفريق الإيطالي وتحقيق اللقب الثاني على التوالي، مضافًا إليه لقب الدوري الإسباني في ذلك الموسم.
وفاءً بوعده، صدم رونالدو العالم في احتفالات التتويج بظهوره برأس حليق تمامًا، في صورة أصبحت أيقونة لذلك الموسم الاستثنائي، ورسخت في أذهان الجميع أن الحلاقة الكاملة لرونالدو تساوي احتفالًا بأكبر الألقاب.
من "الإندومي" إلى التركيز.. قصة لكل مرحلة
قبل تلك الحلاقة التاريخية، ارتبطت فترة توهج رونالدو الأوروبي بقصة شعر شهيرة أطلقت عليها الجماهير اسم "الإندومي"، حيث كان يصبغ خصلات شعره العلوية باللون الأشقر.
بهذه الإطلالة، كان رونالدو في أوج شراسته الهجومية، وحسم بها بطولات كبرى، ويوضح هذا أن قصات شعر رونالدو لم تكن يومًا مجرد صيحة موضة، بل كانت تعبيرًا عن حالته الذهنية.
فالشعر الطويل والمصفف يعكس ثقته بنفسه، بينما القصات القصيرة والعملية، كتلك التي ظهر بها مؤخرًا مع النصر، تشير إلى مرحلة من الجدية المطلقة والتركيز العسكري نحو هدف محدد.
رسالة إلى المنافسين.. هل هي نذير ثلاثية "عالمية"؟
والآن في الرياض، ومع "اللوك" الجديد الذي يوحي بالبساطة والصرامة، يبدو أن رونالدو يبعث برسالة واضحة للجميع: لا وقت للمظاهر، والتركيز الكامل منصب على حصد الألقاب.
يشارك النصر هذا الموسم في ثلاث بطولات كبرى: دوري روشن السعودي، كأس خادم الحرمين الشريفين، ودوري أبطال آسيا 2، وتحقيق الثلاثية هو الحلم الأكبر الذي يراود جماهير "العالمي"، ووجود قائد في حالة تركيز قصوى مثل رونالدو يجعل هذا الحلم مشروعًا.
قد يراها البعض مجرد قصة شعر، لكن تاريخ اللاعب يثبت أنها قد تكون النذير بموسم استثنائي، وبشرى بأن رونالدو وضع نصب عينيه هدفًا واحدًا لا حياد عنه: كتابة التاريخ بقميص النصر.