لم تعد الساحة الرياضية السعودية مجرد مضمار تنافس تقليدي بين الأربعة الكبار، بل تحولت إلى رقعة شطرنج معقدة، تغيرت فيها قواعد اللعبة تماما بدخول المارد الشرقي نادي القادسية، مدعوما بقوة أرامكو المالية والاستراتيجية.
وفي قلب هذه المعركة الضارية، يقف النجم المصري محمد صلاح كحجر الزاوية الذي يسعى الجميع لامتلاكه، إلا أن المعادلة التي ظن الهلال والاتحاد أنها محسومة لصالحهما، باتت الآن مهددة بالانهيار أمام مشروع القادسية الطموح.
لفترة طويلة، كان الاعتقاد السائد أن وجهة صلاح القادمة، حال مغادرته ليفربول، ستكون حتما نحو الرياض (الهلال) أو جدة (الاتحاد)، حيث الاستقرار الفني والتاريخ العريض. كان الهلال يرى الطريق سالكًا، متكئًا على هيمنته المحلية والآسيوية، بينما كان الاتحاد يراهن على شعبيته الجارفة.
لكن القادسية لم يدخل السوق مجرد مشارك، بل دخل بوزن ثقيل ليقلب الطاولة، طارحا سؤالا جوهريا أمام الفرعون المصري: هل تختار المضمون في مشروع مستقر، أم تغامر لتبني إمبراطورية جديدة تُكتب باسمك؟
وهنا تبرز 4 أسلحة حاسمة يمتلكها القادسية قد ترجح كفته في معركة التوقيع مع صلاح، وتجعل الهلال والاتحاد يرتعدان قلقا.
1. عرش النجم الأوحد
في الهلال، تعج القائمة بالنجوم العالميين ، وفي النصر يوجد كريستيانو رونالدو، وفي الاتحاد كريم بنزيما، انتقال صلاح لأي من هؤلاء سيعني دخوله في صراع النجومية وتقاسم الأضواء، وربما الصدام حول من هو الرجل الأول.
القادسية يقدم لصلاح عرضا مغايرا: تعال لتكون الملك المتوج وحدك، في الخبر، سيكون صلاح هو المشروع بحد ذاته، النجم الأوحد الذي تدور حوله المجرة بأكملها، دون منازع أو شريك في الواجهة الإعلامية والجماهيرية.
2. إنجاز بوزن الذهب (صناعة التاريخ لا تكراره)
يدرك صلاح بذكائه أن تحقيق لقب الدوري مع الهلال هو تحصيل حاصل لفريق اعتاد أكل الأخضر واليابس، وقد يُنسب الفوز للمنظومة القوية لا للفرد. أما مع القادسية، فالأمر مختلف جذريا؛ فقيادة فريق صاعد حديثا، أو بمشروع جديد، لمنصات التتويج سيعد إنجازا إعجازيا يوازي ما فعله مارادونا مع نابولي. تحقيق لقب واحد بقميص القادسية سيساوي في الميزان التاريخي 10 ألقاب مع الهلال، وسيضمن لصلاح تقديرا أسطوريا بصفته الصانع وليس مجرد مشارك في منظومة ناجحة مسبقا.
@eremsports هجوم لاذع من صحيفة بيلد على #محمد_صلاح واتهامات بتجاهل الوافدين الجدد
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports - إرم سبورت - Erem Sports
3. ملاذ بعيد عن الضغوط (استراحة المحارب)
بعد مسيرة مرهقة في البريميرليغ استنزفت صلاح بدنيا وذهنيا تحت مجهر الإعلام الإنجليزي القاسي، قد يبحث اللاعب عن بيئة أقل صخبا. أندية الهلال والنصر والاتحاد تمتلك قواعد جماهيرية بالملايين؛ ما يعني ضغوطا يومية هائلة ومطالبات لا تنتهي ولا ترحم عند أي تعثر.
القادسية يوفر بيئة أكثر هدوءا، وضغوطا جماهيرية أقل حدة؛ ما يمنح صلاح مساحة للاستمتاع بكرة القدم في سنواته الأخيرة دون العيش تحت مقصلة النقد الجماهيري اليومي.
@eremsports بين الضحك والأناناس.. صلاح يثير ضجة خلال خسارة ليفربول بثلاثية #SportsonTikTok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
4. القوة المالية
أخيرا، لا يمكن تجاهل لغة المال في عالم الاحتراف، دعم أرامكو يجعل القادسية قادرا على مناطحة الكبار بل والتفوق عليهم. النادي لن يخذل صفقة بهذا الحجم، والحديث هنا ليس فقط عن راتب سنوي، بل عن مبالغ خرافية ومكافآت وحقوق صور قد تجعل العرض المالي للقادسية غير قابل للرفض، حتى أمام ميزانيات صندوق الاستثمارات المخصصة للأندية الأربعة الكبار.
في النهاية، المعركة لم تعد مجرد من يدفع أكثر، بل أصبحت صراعا بين فلسفة الاستقرار وشغف البناء. القادسية وضع أوراقه على الطاولة، وبات خيارا مرعبا للمنافسين ومغريا لصلاح، الذي قد يجد في الشرقية تحديا جديدا يختتم به مسيرته بصفته البطل المؤسس لمشروع عالمي جديد.