لم يكن الطريق أمام كريستيان توتي مفروشًا بالورود، رغم أنه نجل أحد أعظم أساطير كرة القدم الإيطالية، فرانشيسكو توتي، ملك روما وأسطورتها الخالدة الذي ارتدى قميص الفريق منذ طفولته وحتى اعتزاله، وخاض معه 785 مباراة وسجل 307 أهداف.
حمل كريستيان اسمًا لامعًا جعله تحت الأضواء منذ أول لمسة للكرة، لكن الضغوط الكبيرة والمقارنات المستمرة دفعته لاتخاذ قرار صادم، إذ أعلن اعتزاله كرة القدم في سن التاسعة عشرة.
أن تكون ابن فرانشيسكو توتي يعني أن حياتك ستكون تحت المجهر، وأن كل خطوة ستخضع للتدقيق. كريستيان واجه ذلك منذ بداياته، حيث تحوّل لقب والده من امتياز إلى عبء لا يُطاق.
وسائل التواصل الاجتماعي زادت الطين بلة، إذ تعرض لتنمّر قاسٍ بسبب مظهره البدني، بعد انتشار مقطع له عقب ظهوره الأول مع فريق أولبيا في كأس إيطاليا أمام فريق إلفامادالينا.
التعليقات اللاذعة اتهمته بأنه "من أبناء العاملين" أو "ليس في المستوى"، رغم أن لياقته كانت طبيعية بالنسبة لفئته العمرية، حتى حضور والده فرانشيسكو في المدرجات لم يكن كافيًا لوقف موجة الانتقادات.
بدأ كريستيان مشواره مع فرق الناشئين في نادي روما، حيث لعب مع فريق تحت 17 عامًا، ثم انتقل إلى فريق تحت 18 عامًا لكنه شارك في مباراتين فقط بمجموع 15 دقيقة.
بحثًا عن فرصة أكبر، انتقل إلى فريق فروسينوني للشباب وسجل هدفًا في أربع مباريات تحت قيادة المدرب ماركو أميليا.
عام 2024 كان حاسمًا، إذ انضم إلى فريق رايو فاييكانو للشباب في إسبانيا، لكن التجربة لم تترك بصمة، قبل أن يوقّع مع فريق أفيزانو في دوري الدرجة الرابعة، ثم يستقر أخيرًا في فريق أولبيا، حيث لعب ست مباريات فقط في الدوري والكأس. وهنا كانت لحظة التوقف.
بعد أشهر من التفكير، أعلن كريستيان توتي اعتزاله بشكل رسمي: لا أستطيع أن أقول شيئًا، لكنني أؤكد أنني لن ألعب كرة القدم مجددًا
مدربه السابق في فريق أولبيا، وحارس روما الأسبق ماركو أميليا، علّق على قراره قائلاً: كنت أؤمن به دائمًا.. كان لاعب وسط ذكيًا، قادرًا على بناء اللعب وقراءة المساحات والدفاع أيضًا. كان يمكنه أن يصنع مسيرة جيدة في دوري الدرجة الثالثة وربما الثانية. لكن ضغط الاسم أثر كثيرًا على التقييمات.
كريستيان لن يترك عالم كرة القدم كليًا، إذ سيعمل في أكاديمية والده المعروفة باسم مدرسة توتي لكرة القدم في خطوة تعكس رغبته في البقاء قريبًا من شغفه ولكن بعيدًا عن الضغوط الإعلامية والمقارنات المستمرة.