يواجه النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور في ريال مدريد مرحلة حساسة قد تكون مفصلية في مسيرته الكروية، حيث تتصاعد التكهنات بشأن مستقبله في ظل ما يراه البعض مؤشرات مقلقة على احتمالية رحيله.
هذه المؤشرات، التي تجمع بين التحذيرات الصحفية وسوابق تاريخية في التعامل مع نجوم الفريق، تضع فينيسيوس في موقف حرج، وتثير تساؤلات حول ما إذا كان سيواجه المصير نفسه الذي واجهه نجوم كبار في عهد الرئيس فلورنتينو بيريز.
الإشارة الأولى: درس كريستيانو رونالدو
أبرز هذه المؤشرات هو ما حدث مع أسطورة النادي كريستيانو رونالدو، فبعد أن قاد الفريق لتحقيق إنجازات تاريخية، طالب رونالدو بزيادة في راتبه، لكن بيريز رفض الانصياع لمطالبه التي اعتبرها "غير معقولة".
لم يتردد رئيس ريال مدريد في اتخاذ قرار حاسم، وقرر بيع اللاعب إلى يوفنتوس الإيطالي في صيف 2018، في خطوة صادمة لم يكن يتوقعها أحد.
هذا الموقف أثبت أن بيريز لا يعطي الأفضلية للعاطفة أو مكانة اللاعب، بل لمصلحة النادي وسلامة هيكله المالي، وقد حذر الصحفي سانتي أوفالي، فينيسيوس من تكرار خطأ رونالدو، مؤكدا أن بيريز لا "يعزّ" أحدا في مثل هذه المفاوضات.
الإشارة الثانية: نهاية سيرجيو راموس
لم يكن مصير سيرجيو راموس بأقل قسوة من رونالدو، فرغم أنه كان قائد الفريق وأحد أهم رموزه، إلا أن مفاوضات تجديد عقده وصلت إلى طريق مسدود.
عرض بيريز على راموس شروطا محددة، وهي التجديد لمدة عام واحد براتب معين، ووضع له مهلة زمنية للرد، عندما انقضت المهلة، حتى بعدما وافق راموس على الشروط، كان القرار قد اتُخذ بالفعل.
لم يجدد بيريز عقد القائد، وغادر راموس النادي في صيف 2021، هذا القرار أثار جدلا واسعا، لا سيما أن النادي كان يعاني من أزمة إصابات في خط الدفاع، ورغم ذلك لم يعد بيريز النظر في قراره.
وقد استشهد النجم السابق رافائيل ألكورتا بهذه الواقعة، محذرا فينيسيوس صراحةً "ألا يفعل مثل راموس" في تعامله مع الإدارة، في إشارة واضحة إلى أن الضغط على النادي قد يكون له عواقب وخيمة.
الإشارة الثالثة: تاريخ بيريز مع النجوم الآخرين
يمتد سجل بيريز في التعامل الحاسم مع النجوم إلى ما هو أبعد من رونالدو وراموس، ففي فترات سابقة، شهد النادي رحيل العديد من اللاعبين البارزين لأسباب مشابهة.
كلود ماكيليلي، الذي كان قطعة أساسية في خط الوسط، غادر النادي بسبب خلاف على الراتب، كما أن أنخيل دي ماريا ومسعود أوزيل، وهما من أبرز نجوم الفريق في وقتهما، رحلا أيضا بعد خلافات حول القيمة المالية لعقودهما بحسب تقارير مختلفة.
هذه السلسلة من المغادرات تؤكد على نمط ثابت في سياسة بيريز، وهو أنه يضع مصلحة النادي فوق كل اعتبار، ولا يخشى التخلي عن اللاعبين الذين يطالبون بزيادات في الأجور لا تتوافق مع رؤيته المالية.
هذه السوابق التاريخية تجعل من تحذيرات أوفالي وألكورتا ذات مصداقية كبيرة، وتجعل من مصير فينيسيوس جونيور قصة محتملة قد تتكرر.
في النهاية، يجد فينيسيوس نفسه أمام اختبار حقيقي، فإما أن يتعلم من تجارب من سبقوه ويقوم بتخفيف حدة مطالبه، أو أنه سيجد نفسه خارج أسوار النادي الملكي، ليصبح اسمه أحدث ضحايا سياسة "بيريز" الصارمة.
