لم تكن تصريحات برونو فيرنانديز، قائد مانشستر يونايتد، الأخيرة مجرد إجابة عابرة بشأن مستقبله، بل كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت نيران معركة مرتقبة بين قطبي العاصمة السعودية، النصر والهلال.
فبقوله إنه "لم يغلق الباب" أمام الانتقال للدوري السعودي، فتح النجم البرتغالي الباب على مصراعيه أمام حرب مزايدة شرسة قد تنطلق في نافذة الانتقالات الشتوية في يناير المقبل، لتحويل ما كان مجرد اهتمام صيفي إلى "صفقة الموسم".
بعد أن حاول الهلال جاهدًا الصيف الماضي حسم الصفقة مقابل عرض تردد أنه وصل إلى 100 مليون جنيه إسترليني، من المتوقع أن يعود "الزعيم" بقوة ليجدد اهتمامه، لكنه قد يجد هذه المرة منافسًا شرسًا هو جاره النصر.
هناك 4 عوامل رئيسية تجعل من هذا الصراع أمرًا شبه حتمي، وتحول فيرنانديز إلى "الجائزة الكبرى" في الميركاتو المقبل.
1. الجاذبية البرتغالية.. صراع الأصدقاء
يمثل "العنصر البرتغالي" ساحة المعركة الأولى بين الناديين، في النصر، تكمن قوة الجذب في الأسطورة كريستيانو رونالدو، زميل فيرنانديز في المنتخب الوطني ومصدر إلهامه الأول، لطالما تحدث برونو بإعجاب عن "الدون"، وفرصة اللعب إلى جواره يوميًّا في نادٍ واحد مرة أخرى قد تكون مغرية للغاية، بجوار وجود جورجي جيسوس بالطبع.
في المقابل، يمتلك الهلال أوراقه الخاصة، بوجود زملاء برونو في المنتخب روبن نيفيز وجواو كانسيلو، وهو يخلق بيئة مألوفة ومرحبة، وقد أشار فيرنانديز بنفسه في وقت سابق إلى قوة علاقته بكانسيلو وصداقة عائلتيهما، وهو عامل اجتماعي قد يلعب دورًا حاسمًا في قراره النهائي.
2. القوة المالية.. حرب العروض الضخمة
أثبتت أندية دوري روشن قدرتها على كسر الأرقام القياسية في سوق الانتقالات، والهلال والنصر في طليعة هذه الأندية.
عرض الهلال الصيفي الضخم هو مجرد مؤشر على استعداده لدفع مبالغ طائلة لتأمين خدمات لاعب من الطراز العالمي. ومع دخول النصر على الخط، من المتوقع أن نشهد مزايدات مالية غير مسبوقة، حيث سيسعى كل نادٍ لتقديم العرض الذي لا يمكن رفضه، سواء لمانشستر يونايتد أو للاعب نفسه.
3. الجودة الفنية.. المايسترو الذي يحتاجه الجميع
بعيدًا عن العوامل الخارجية، تكمن القيمة الحقيقية في جودة فيرنانديز الاستثنائية. فهو ليس مجرد لاعب خط وسط، بل "مايسترو" حقيقي قادر على تغيير شكل أي فريق. بقدرته على صناعة اللعب من العمق، وتسجيل الأهداف من مسافات بعيدة، وتقديم تمريرات حاسمة تكسر خطوط الدفاع، بالإضافة إلى روحه القيادية، يُعتبر برونو القطعة التي يمكنها نقل خط وسط أيّ من الفريقين إلى مستوى عالمي، وحسم سباق الألقاب المحلية والقارية.
4. طموح المشروع الرياضي
يسعى كلٌّ من الهلال والنصر لترسيخ مكانته كقوة كروية ليس فقط في السعودية بل في العالم، الفوز بصفقة بحجم برونو فيرنانديز لا يمثل مجرد تعزيز فني، بل هو رسالة قوية للعالم أجمع حول حجم طموح المشروع الرياضي للنادي. سيكون خطف "جوهرة" مانشستر يونايتد بمثابة إعلان نوايا واضح للمستقبل، والتأكيد أن دوري روشن هو الوجهة القادمة لألمع نجوم كرة القدم.
ختامًا، يبدو أن شهر يناير سيشهد فصلًا جديدًا ومثيرًا في التنافس التاريخي بين الهلال والنصر، ومع فتح برونو فيرنانديز الباب بنفسه، أصبحت كل الاحتمالات واردة، وسيكون قراره النهائي معلقًا بين جاذبية اللعب بجوار قدوته رونالدو، أو الانضمام إلى كوكبة أصدقائه في الهلال، وبالتأكيد، العرض المالي الذي سيحسم وجهة "صفقة الموسم".