وسط تضارب الأنباء حول جاهزية النجم الفرنسي كريم بنزيما، تشير مصادر مقربة من نادي الاتحاد إلى إمكانية غيابه عن المواجهة المرتقبة في دوري روشن السعودي أمام الفتح.
وبينما يعتبر بنزيما الهداف الأول للفريق وأحد أبرز الأسماء في تاريخ كرة القدم، يبدو أن هناك حالة من "التفاؤل" تسود أروقة النادي بشأن هذا الغياب المحتمل، فما هو السر وراء هذا الشعور؟
تراجع مستوى الهداف: أرقام تتحدث
لا شك أن كريم بنزيما يمتلك مكانة خاصة في قلوب جماهير الاتحاد، ولا يمكن إنكار قيمته الفنية والتاريخية، لكن الأرقام والإحصائيات الأخيرة قد تحمل تفسيرًا لهذا "التفاؤل" المتحفظ.
فبالنظر إلى أداء بنزيما مؤخرًا، نجد أنه لم يسجل سوى هدف وحيد في آخر 7 مباريات خاضها مع الفريق، كما أن حضوره في بعض المباريات المهمة لم يكن بالقدر المأمول، حيث بدا اللاعب بعيدًا عن مستواه المعهود في بعض اللحظات الحاسمة.
الأمر الأكثر إثارة للدهشة والذي قد يفسر هذا "التفاؤل" هو الإحصائية التي تشير إلى نتائج الاتحاد في المباريات التي غاب عنها بنزيما هذا الموسم في الدوري.
فقد خاض الفريق ثلاث مباريات في دوري روشن دون النجم الفرنسي، وتمكن من تحقيق الفوز في جميعها، محققًا نسبة انتصار مثالية بلغت 100%.
على النقيض من ذلك، وفي المباريات التي شارك فيها بنزيما، والتي بلغت 24 مباراة في الدوري حتى الآن، تعثر الفريق في 7 مناسبات، ليبلغ متوسط نسبة انتصاراته في حضوره نحو 70%، هذه الأرقام تدعو للتساؤل حول مدى تأثير وجود بنزيما في التشكيلة الأساسية في نتائج الفريق في الوقت الحالي.
صالح الشهري: البديل "المتفوق"؟
قد يكون أحد أسباب هذا "التفاؤل" هو أن غياب بنزيما يمنح الفرصة لمدرب الفريق لتجربة خيارات تكتيكية مختلفة، فدون وجود مهاجم صريح تقليدي بخصائص بنزيما، قد يلجأ المدرب إلى الاعتماد على سرعة ومهارة لاعبين آخرين في الخط الأمامي؛ ما قد يربك دفاعات المنافسين ويمنح الفريق ديناميكية هجومية مختلفة.
وفي هذا السياق، يبرز اسم المهاجم السعودي صالح الشهري، الذي غالبًا ما يكون الخيار الأول لتعويض غياب بنزيما، اللافت في أداء الشهري كبديل أنه نجح في تسجيل 4 أهداف وصنع هدفًا آخر في مباريات الدوري التي شارك فيها هذا الموسم؛ ما يعكس قدرته على تقديم الإضافة المطلوبة في الخط الأمامي.
تكتيك وراحة من الضغوط: أسباب أخرى للتفاؤل
كما أن الضغط والتوقعات الهائلة التي تصاحب اسم بحجم كريم بنزيما قد تكون لها تأثير غير مباشر على أداء الفريق ككل.
ففي بعض الأحيان، قد يشعر اللاعبون بمسؤولية إضافية تجاه صناعة الفرص لبنزيما أو الاعتماد عليه بشكل كبير في حسم المباريات.
غيابه المؤقت قد يمنح بقية اللاعبين حرية أكبر في التعبير عن قدراتهم الفردية والجماعية، ويسهم في توزيع المسؤولية الهجومية بشكل أفضل.
لا يعني هذا "التفاؤل" بأي حال من الأحوال التقليل من قيمة بنزيما أو التشكيك في قدراته، فهو أحد أفضل اللاعبين في العالم، وقادر على تغيير نتيجة أي مباراة في لحظة.
لكن في ظل تراجع مستواه مؤخرًا وتلك الإحصائية اللافتة، بالإضافة إلى تألق بديله صالح الشهري، قد يرى البعض في غيابه فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق، ومنح الفرصة للاعبين آخرين لإثبات جدارتهم وتقديم الإضافة المطلوبة للفريق.
ختامًا، يبقى "سر" تفاؤل الاتحاد بغياب بنزيما مرهونًا بالنتائج التي سيحققها الفريق في مباراته القادمة أمام الفتح، لكن المؤكد أن هذه الأرقام والتحليلات تفتح بابًا واسعًا للتساؤلات حول مدى تأثير النجوم الكبار في أداء الفرق، وكيف يمكن لغيابهم في بعض الأحيان أن يحمل معه فرصًا غير متوقعة لتحقيق الانتصارات.
