تعتبر بطولة كأس العالم للأندية، خاصة بنسختها الموسعة المنتظرة منصة فريدة لا تقتصر أهميتها على الأندية الطامحة للمجد العالمي فحسب، بل تمثل أيضًا فرصة ثمينة لنجوم كبار قد يرونها بمثابة طوق نجاة لموسم لم يرقَ لتوقعاتهم أو لمسيرة حافلة بدأت بالاقتراب من محطتها الأخيرة.
خمسة أسماء لامعة، يتقدمهم الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، والصلب الإسباني سيرجيو راموس، والمايسترو الكرواتي لوكا مودريتش، والنجم السعودي سالم الدوسري، والجناح الأرجنتيني الطائر أنخيل دي ماريا، قد يجدون في هذه البطولة العالمية فرصة أخيرة لختام موسمهم بشكل ناجح، موسم حمل لبعضهم خيبات أمل أو تراجعًا في التأثير المعهود، ولآخرين ضغطًا لتحقيق إنجاز عالمي يوازي الطموحات.
ليونيل ميسي (إنتر ميامي): الحلم الأمريكي على المحك العالمي
بعد انتقاله المثير إلى إنتر ميامي، ورغم قيادته الفريق لتحقيق أول لقبين في تاريخه (كأس الدوريات ودرع المشجعين)، فإن موسم ميسي في الدوري الأمريكي لم يخلُ من تحديات، أبرزها عدم تأهل الفريق للأدوار الإقصائية في بطولة الكونكاكاف في موسمه الأول بشكل كامل والمغادرة المبكرة منها في الموسم الثاني.
ومع الطموحات الكبيرة المعقودة على النادي ومشروعه، فإن كأس العالم للأندية 2025، ستمثل لميسي فرصة لإثبات قدرته على قيادة فريقه الجديد إلى المجد على الساحة العالمية، وإنقاذ موسم قد لا يكون على قدر التوقعات العالية دائمًا، وربما تكون هذه هي إطلالته الأخيرة في هذه البطولة الكبرى.
راموس (مونتيري المكسيكي): فصل جديد لروح القائد
مونتيري المكسيكي، والذي ضمن بالفعل مقعده في مونديال الأندية 2025، وسيرجيو راموس، القائد المخضرم، قد يرى في هذه الخطوة فرصة لتحدٍ جديد ومحاولة لإنقاذ موسم قد يكون باهتًا مع فريقه الحالي الذي عانى من تذبذب النتائج.
راموس، المعروف بروحه القتالية وشخصيته القيادية، سيجد في مونديال الأندية مسرحًا مثاليًا لإظهار أن بريقه لم يخفت بعد، وأن لديه المزيد ليقدمه في عالم كرة القدم، ساعيًا لتحقيق إنجاز عالمي يضاف إلى سجله الحافل، خاصة وأنها قد تكون مشاركته المونديالية الأخيرة على الإطلاق.
لوكا مودريتش (ريال مدريد): بصمة أخيرة للمايسترو
على الرغم من استمرار ريال مدريد في تحقيق النجاحات الكبرى، شهد موسم لوكا مودريتش الأخير تغيرًا في دوره داخل الفريق، حيث لم يعد أساسيًا بشكل دائم كما كان في السابق.
ومع اقتراب عقده من نهايته والتكهنات حول مستقبله، فإن كأس العالم للأندية، تبدو فرصة مثالية لمودريتش ليثبت من جديد أهميته وقدرته على العطاء في أعلى المستويات.
ستكون البطولة بمثابة رقصة أخيرة للمايسترو الكرواتي ليترك بصمة لا تُمحى ويحظى بموسم ناجح على الصعيد الفردي والجماعي، خاصة وأن فرصة تكرار المشاركة تبدو ضئيلة.
سالم الدوسري (الهلال السعودي): نحو العالمية بعد الهيمنة المحلية
قدم سالم الدوسري مع الهلال موسمًا استثنائيًا على الصعيد المحلي والقاري قبل عام، محققًا أرقامًا قياسية وانتصارات متتالية، ومع ذلك تراجع بشكل كبير هذا الموسم، ليبقى التحدي الأكبر هو ترجمة هذه الهيمنة السابقة إلى نجاح عالمي مبهر في كأس العالم للأندية 2025، التي تأهل لها الهلال بصفته بطلًا لدوري أبطال آسيا 2021.
بالنسبة لسالم، الذي يعتبر أيقونة الكرة السعودية، فإن البطولة تمثل فرصة لتقديم أداء فردي وجماعي يرسخ مكانته بين الكبار عالميًا، ولتعويض أي شعور بالإخفاق في تحقيق اللقب العالمي في المشاركات السابقة وتحقيق أي إنجاز في موسم هو الأسوأ له وللهلال منذ سنوات، إنها لحظة حاسمة له وللهلال لتأكيد جدارتهما على الساحة الدولية.
آنخيل دي ماريا (بنفيكا البرتغالي): تلميع ختام الرحلة الأوروبية
عاد دي ماريا إلى بنفيكا وهو يشهد تطلعات كبيرة، لكن الفريق لم ينجح في الدوري البرتغالي، وودع المنافسات الأوروبية بشكل لم يرضِ طموحات جماهيره.
دي ماريا، الذي لا يزال يمتلك لمساته الساحرة وقدرته على الحسم، يجد في تأهل بنفيكا لكأس العالم للأندية 2025 عبر مسار التصنيف الأوروبي، فرصة ذهبية لإنقاذ الموسم وقيادة فريقه لتحقيق إنجاز عالمي غير مسبوق.
ستكون البطولة بمثابة تحدٍ أخير لدي ماريا في مسيرته الأوروبية اللامعة، وفرصة لتوديع القارة العجوز بلقب عالمي يزين مسيرته الحافلة.
ختامًا، يمثل كأس العالم للأندية لهؤلاء النجوم الخمسة أكثر من مجرد بطولة، إنها معركة أخيرة لإثبات الذات، فرصة لتصحيح مسار موسم لم يكن مثاليًا، وربما الأهم، مناسبة لترك إرث خالد في الذاكرة الكروية العالمية.
مع تقدمهم في العمر، يعي كل منهم أن هذه الفرصة قد لا تتكرر؛ ما يدفعهم لتقديم كل ما لديهم من خبرة ومهارة وشغف في هذا المحفل العالمي الكبير.