حسم محمود عبد المنعم كهربا محطته الأخيرة مع الاتحاد الليبي، بعدما أعلن الطرفان فسخ العقد بينهما بالتراضي، في خطوة أنهت تجربة قصيرة لم ينجح خلالها اللاعب في ترك أي بصمة فنية مؤثرة.
ورغم أن القرار جاء بصيغة اتفاق ودي، إلا أن تقارير صحفية أكدت أن السبب الرئيس يعود إلى تراجع مستواه الفني وعدم قدرته على إقناع الجهاز الفني والجماهير.
رحيل كهربا عن الاتحاد فتح باب التساؤلات حول مستقبله الكروي، خصوصًا مع وضوح موقف الأهلي الصريح بعدم التفكير في إعادته مجددًا، في ظل تراكم أزماته السابقة مع النادي واللاعبين والجهاز الفني، بجانب سجله الحافل من الغرامات والعقوبات التي لاحقته منذ بداياته.
انطلقت مسيرة كهربا من قطاع الناشئين بالأهلي، لكنه اضطر للانتقال إلى إنبي بعد تصفية فرق الناشئين في القلعة الحمراء، لتبدأ أولى مشكلاته حين رفض والده قرار الرحيل.
في إنبي، أظهر موهبة لافتة لكنه اصطدم بالإدارة أكثر من مرة بسبب عدم التزامه بالتدريبات ومشادات مع زملائه، حتى وصل الأمر إلى إيقافه وإحالته للتحقيق.
كما دخل في خلاف مع مدرب منتخب الشباب أدى إلى استبعاده من المعسكر.
عام 2014، خاض تجربة احترافية قصيرة في نادي لوزيرين السويسري لكنها انتهت سريعًا بسبب "سوء تصرفاته" وفق بيان رسمي أصدره النادي، ليعود مرة أخرى إلى إنبي.
انتقاله إلى الزمالك لم ينهِ سلسلة المشكلات، بل فجّر أزمة كبرى عام 2019 حين قرر الرحيل عن الفريق من جانب واحد بسبب خلافات على عقده، وهو ما دفع الزمالك إلى اللجوء للفيفا.
وجاء القرار قاسيًا، غرامة 2 مليون دولار مع فوائد بنسبة 5% نتيجة تأخر السداد، قبل أن تؤكد محكمة التحكيم الرياضية العقوبة وتمنعه من اللعب حتى التسديد.
وبعد سنوات من النزاع، اضطر كهربا لسداد المبلغ بالكامل ليستعيد حريته كلاعب محترف.
ذلك القرار بالهروب من الزمالك كان نقطة التحول الأخطر في مسيرة كهربا، فبعد أن كان لاعبًا مؤثرًا في منتخب مصر وأحد الركائز الأساسية، بدأ يخسر الكثير ماديًا وفنيًا.
وبسبب قرار الهروب من الزمالك، وتأكيد الفيفا تغريمه، فقد "كهربا" الغطاء القانوني والدعم الجماهيري، ودخل في دوامة من العقوبات والغرامات التي أضعفت مساره وأفقدته الاستقرار، على مدار سنوات.
انضمامه للأهلي لم ينهِ الجدل، بل فتح فصلاً جديدًا من الأزمات، أولها في أغسطس 2021، حيث عوقب بخصم مليون جنيه بعد مشادة مع سيد عبد الحفيظ ومحمد الشناوي.
وفي عام 2024، تفجرت الأزمة الأكبر حين أبدى غضبه من جلوسه على دكة البدلاء في كأس السوبر المصري، مهاجمًا المدرب والإدارة، ليقرر النادي معاقبته بخصم مليون جنيه من مستحقاته وإعادته من معسكر الفريق بالإمارات، وفق قرار محمد رمضان المدير الرياضي السابق.
في يناير الماضي، انتقل كهربا معارًا إلى الاتحاد الليبي قبل أن يتم تفعيل بند الشراء بعقد يمتد حتى صيف 2026.
لكن التجربة لم تدم طويلًا، إذ فشل في إثبات نفسه، لتعلن إدارة النادي فسخ التعاقد بعد أشهر قليلة فقط.
رحلة كهربا يمكن تلخيصها في سلسلة من الغرامات المالية والعقوبات التي تراكمت عليه عبر الأندية المختلفة، وقرار الأهلي بعدم التفكير في استعادة كهربا ليس مجرد رد فعل على أزماته الأخيرة، بل نتيجة تراكمات استمرت منذ انتقاله للنادي.
وترى إدارة الأهلي أن اللاعب استنفد كل الفرص، وأن سلوكه لم يتغير رغم محاولات إصلاحه أكثر من مرة.