الجيش الإسرائيلي ينسف برج الرؤية في مدينة غزة
في خطوة مدوية أعلن نادي الهلال السعودي تكليف أسطورته محمد الشلهوب بمهمة تدريب الفريق الأول لكرة القدم بشكل مؤقت، خلفا للمدرب البرتغالي جورجي جيسوس.
جاء هذا القرار في أعقاب فترة عصيبة للفريق شهدت تراجعا في النتائج، تمثلت في الخروج من دوري أبطال آسيا للنخبة وكأس خادم الحرمين الشريفين، وتضاؤل حظوظه في المنافسة على لقب دوري روشن للمحترفين.
لم يكن اختيار الشلهوب مجرد تغيير فني، بل كان بمثابة رسالة رمزية لتوحيد الصفوف، وإعادة الروح للفريق في مرحلة انتقالية حساسة، لا سيما قبل استحقاق كأس العالم للأندية.
مسيرة أسطورية كلاعب
محمد الشلهوب ليس مجرد مدرب، بل هو "الأسطورة"، اللقب الذي اكتسبه عن مسيرة كروية مبهرة، فقد التحق بالهلال ناشئًا عام 1993 وصُعّد للفريق الأول عام 1999 بعمر 19 عاما.
اشتهر بلقب "المايسترو" نظراً لذكائه الكروي، رؤيته الثاقبة، مهارته العالية، ودقة تمريراته بقدمه اليسرى، بالإضافة إلى إتقانه الكرات الثابتة.
أشاد بقدراته العديد من المدربين العالميين، والأهم من ذلك، قضى الشلهوب مسيرته الاحترافية كاملة (22 عاما) مع الهلال، ليصبح من أكثر اللاعبين ولاءً في العالم.
يُعد الشلهوب اللاعب الأكثر تتويجا بالألقاب في تاريخ كرة القدم السعودية بـ34 بطولة مع الهلال، منها 8 ألقاب دوري محلي ولقبان في دوري أبطال آسيا.
كما مثل المنتخب السعودي في 118 مباراة دولية، شارك خلالها في كأس العالم مرتين وكأس آسيا، محققا إنجازات دولية أبرزها الفوز بكأس الخليج وهداف الدوري كأول لاعب وسط يحقق ذلك.
رمز الأخلاق والوفاء
إلى جانب الإنجازات، تُعد أخلاق الشلهوب العالية وتواضعه واحترامه للجميع ركنا أساسيا في مكانته. سجله خالٍ تماما من البطاقات الحمراء طوال مسيرته؛ ما يجعله نموذجا للعب النظيف.
نال الشلهوب محبة جماهير جميع الأندية واحترامهم، ليصبح "معشوق الجماهير" وقدوة يحتذى بها؛ وهو ما يفسر الدعم الجماهيري الكبير لتعيينه، كما أن له إسهامات اجتماعية وإنسانية بارزة.
الانتقال إلى عالم التدريب
بعد اعتزاله، اتجه الشلهوب نحو التدريب بجدية، حيث حصل على رخص تدريبية آسيوية، ويواصل الحصول على رخصة المحترفين.
بدأ مسيرته التدريبية مع ناشئي الهلال محققا نتائج جيدة، قبل أن ينضم للجهاز الفني للفريق الأول كمساعد للمدرب جيسوس، في خطوة مهدت له الطريق ووفّرت له فرصة التعلم عن قرب، هذه المسيرة التدريبية المنظمة أظهرت جديته في تأسيس مسار جديد بعد الاعتزال.
المهمة المؤقتة والتحديات
مهمة الشلهوب الحالية مؤقتة، وتتركز على قيادة الفريق في المباريات الخمس المتبقية من دوري روشن، حيث يحتل الهلال المركز الثاني بفارق 6 نقاط عن الاتحاد "المتصدر".
يواجه الشلهوب تحديات كبيرة، أبرزها ضيق الوقت، وضغط النتائج، والتعامل مع نجوم كبار، وقلة خبرته كمدرب أول على هذا المستوى، ورغم الدعم الجماهيري الهائل له كرمز، فإن مكانته كأسطورة قد تضع عليه ضغوطا إضافية وتجعل أي إخفاق محتمل أكثر حساسية، ويتوقع منه إعادة الاستقرار ورفع الروح المعنوية، بينما قد تكون التوقعات بالفوز بالدوري غير واقعية تماما في ظل الظروف الراهنة.
يظل الشلهوب أسطورة هلالية وسعودية، ويمثل توليه المهمة التدريبية فصلا جديدا في مسيرة خدمته للنادي، رغم أن المهمة مؤقتة ومليئة بالتحديات، إلا أنها فرصة لإثبات قدراته في مجال جديد، مؤكدةً على مكانته كرمز يحظى بثقة ناديه وجماهيره في الأوقات الصعبة.