ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
عندما حطّ ساديو ماني رحاله في نادي النصر السعودي، كان يُنظر إليه كنجم عالمي من الطراز الرفيع، قادر على إشعال دوري روشن بجوار الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو.
لكن مع مرور الوقت، وتحديدًا بعد وصول البرتغالي الآخر جواو فيليكس، وجد النجم السنغالي نفسه في سيناريو مألوف ومقلق، لم يعد النجم الثاني في الفريق فحسب، بل ربما أصبح الخيار الثالث.
هذا التحول لم يسلط الضوء على تكتيكات النصر الفنية، بل برّأ بشكل غير مباشر غريمه السابق في ليفربول، محمد صلاح، وكشف عن لعنة حقيقية تطارد ماني طوال مسيرته، وهي "لعنة اللاعب رقم 2".
ظاهرة عالمية بضحايا كبار
"لعنة اللاعب رقم 2" ليست مجرد نظرية، بل هي ظاهرة عالمية أصابت عددًا من ألمع نجوم كرة القدم، إنها قصة اللاعب الذي يمتلك كل مقومات النجم الأوحد والموهبة ليكون الأفضل في العالم، لكن سوء حظه يضعه في نفس الفريق أو في نفس حقبة أسطورة تاريخية تجعل من المستحيل عليه أن يخرج من ظله.
هذا الصراع ليس فنيًا بقدر ما هو نفسي، حيث يتحول الطموح المشروع إلى معركة داخلية مريرة ضد واقع لا يمكن تغييره.
التاريخ مليء بهذه القصص؛ فزلاتان إبراهيموفيتش، الذي يعتبر نفسه "أحد أعظم لاعبي كرة القدم"، ذهب إلى برشلونة ليجد أن هناك لاعبا أعظم يدعى ليونيل ميسي، فاضطر للرحيل باحثًا عن مملكة يكون فيها الملك الوحيد.
نيمار جونيور، الذي كان يُتوقع أن يكون خليفة ميسي، هرب من برشلونة في صفقة قياسية إلى باريس سان جيرمان سعيًا وراء الكرة الذهبية والزعامة المطلقة، فقط ليجد نفسه في ظل كيليان مبابي لاحقًا. كل هؤلاء كانوا ضحايا موهبتهم الاستثنائية التي تزامنت مع أساطير أكبر.
ماني.. الهروب من ظل صلاح إلى ظل رونالدو
في ليفربول، كان ساديو ماني قوة هائلة، وسجل أهدافًا حاسمة، وقاد الفريق لتحقيق ألقاب تاريخية. لكن على المسرح العالمي، وفي سباق الجوائز الفردية، كان الضوء دائمًا مسلطًا على محمد صلاح.
كانت الأرقام القياسية والاهتمام الإعلامي من نصيب النجم المصري، ما خلق توترًا واضحًا ظهر في بعض اللقطات على أرض الملعب، رحيل ماني إلى بايرن ميونخ كان بمثابة محاولة لإثبات أنه قادر على أن يكون النجم الأول، لكن التجربة لم تكتمل بنجاح.
والآن، في الرياض، يتكرر المشهد بصورة أكثر قسوة. لم يأتِ ماني ليلعب في ظل لاعب واحد، بل وجد نفسه في منظومة تتمحور بالكامل حول كريستيانو رونالدو، أحد أعظم اللاعبين في التاريخ. ومع قدوم فيليكس، أصبح ماني يقاتل لإيجاد مساحته الخاصة.
الموقف الحالي في النصر يثبت أن المشكلة لم تكن يومًا في شخصية محمد صلاح أو أنانيته المزعومة، بل في مصير ماني الذي يضعه دائمًا في المقعد الخلفي بجوار سائق أسطوري.
الخلاصة
إن قصة ساديو ماني هي تذكير مؤلم بأن الموهبة وحدها لا تكفي أحيانًا لصناعة الأسطورة الأولى، لقد أصبح النجم السنغالي الضحية الأبرز لـ"لعنة اللاعب رقم 2" في العصر الحديث.
فبعد أن كان في ظل صلاح، يجد نفسه اليوم في ظل رونالدو. إنها ليست قصة فشل لاعب، بل هي دراما نفسية عن نجم عالمي يبحث عن ضوء الشمس، لكنه يجد نفسه دائمًا تحت ظل شجرة عملاقة.