في قرار يعكس حجم الإرهاق الذي لحق بالفريق بعد موسم ماراثوني، أكد الاتحاد السعودي لكرة القدم رسميًا اعتذار نادي الهلال عن المشاركة في بطولة كأس السوبر الذي سيقام في هونغ كونغ الشهر المقبل.
الهلال اتخذ هذا القرار لحاجته الماسة لفترة راحة واستعداد كافية للموسم الجديد بعد مشاركته التاريخية والمجهدة في بطولة كأس العالم للأندية 2025.
هذا الانسحاب، الذي يهدف إلى الحفاظ على سلامة اللاعبين وتجنب الإجهاد، يعيد رسم خريطة المنافسة على اللقب ويصب في مصلحة عدة أطراف بشكل مباشر وغير مباشر.
تغيرات محتملة ومستفيدون
مع خروج الهلال من الصورة، تتجه الأنظار فورا إلى هوية الفريق الذي سيحل محله، وتبرز هنا حالتان محتملتان، كلتاهما تمثل استفادة مباشرة لطرف مختلف:
الأهلي (احتمال): يعد النادي الأهلي السعودي، صاحب المركز الثالث في دوري روشن للمحترفين الموسم المنصرم، هو الخيار الأكثر ترجيحا للمشاركة بديلا للهلال، فالمنطق يقول إن الفريق الذي يلي الفرق المتأهلة في ترتيب الدوري هو الأولى بالمشاركة، مشاركة "الراقي"، إن تمت، ستمنحه فرصة لم تكن في الحسبان للمنافسة على لقب كبير في بداية الموسم؛ ما يعزز من طموحات الفريق وجماهيره ويعطيه دفعة معنوية ومادية هائلة.
القادسية نحو النهائي (احتمال): كان من المقرر أن يواجه الهلال في نصف النهائي نادي القادسية، ومع اعتذار الهلال، وتأكيد الاتحاد السعودي على تطبيق اللوائح فقد لا يتم توجيه الدعوة لأي فريق ويتم تصعيد القادسية بشكل مباشر للنهائي، وقتها سيكون هو المستفيد الأبرز، لكن هذا يتوقف على القرار النهائي الذي يخص الاتحاد السعودي فقط.
مستقبل المنافسة والأطراف المستفيدة
غياب "الزعيم" لا يقتصر تأثيره على هوية المشاركين فحسب، بل يمتد ليغير من موازين القوى داخل البطولة ويمنح أفضلية استراتيجية للمنافسين التقليديين.
الأهلي والنصر والاتحاد في المستقبل: على المدى الطويل، يعد غياب الهلال عن منصة تتويج محتملة بمثابة فرصة ذهبية لمنافسيه المباشرين، النصر والاتحاد، وكذلك الأهلي. فكل بطولة يحققها أحد هذه الأندية تزيد من رصيده وتقلص الفجوة مع الهلال المهيمن على الألقاب في السنوات الأخيرة.
الفوز بلقب السوبر سيمنح الفريق البطل دفعة قوية وثقة كبيرة لمواصلة الموسم ومنافسة الهلال على باقي الألقاب المحلية، كذلك سيمنح غياب الهلال وحرمانه من البطولة لموسم أو أكثر فرصة لغيره من الأندية للصعود.
جيسوس يتجنب صداما مبكرا: لا يمكن إغفال الفائدة التكتيكية التي تعود على مدرب النصر، جورجي جيسوس، فمواجهة الهلال، الغريم التقليدي والخصم العنيد وناديه السابق، في بداية الموسم تمثل دائما اختبارا صعبا ومحفوفا بالمخاطر.
تجنب هذا الصدام المبكر يمنح جيسوس وفريقه فرصة أفضل لحصد اللقب دون الحاجة لخوض "كلاسيكو" مرهق بدنيا وذهنيا في مرحلة مبكرة من الموسم، هذا الأمر يتيح للنصر بناء زخمه تدريجيًا والتركيز على حصد أولى بطولات الموسم بأقل قدر من العقبات الكبرى.