في كواليس النادي الأهلي المصري، تتكشف فصول قصة غريبة تجمع بين رئيس النادي، محمود الخطيب، وأحد نجوم الفريق الذي بات يوصف بـ"المنبوذ"، وهو أحمد عبد القادر.
فعلى الرغم من خروج اللاعب بشكل واضح من الحسابات الفنية للمدير الفني للفريق، خوسيه ريبيرو، إلا أن قرار رحيله مجانا يصطدم دائما برفض قاطع من جانب إدارة النادي، وتحديدا من الخطيب، في موقف يثير التساؤلات، خصوصا مع الاهتمام الكبير من المنافسين المباشرين، الزمالك وبيراميدز، بالحصول على خدماته.
هذا الإصرار على بقاء لاعب لا يشارك بانتظام، يمكن تفسيره من خلال عدة أسباب استراتيجية متشابكة.
1- رفض مبدأ الرحيل المجاني
يتمثل السبب الأول والأكثر وضوحًا في رفض إدارة الأهلي فكرة التفريط في أحمد عبد القادر دون مقابل مادي.
فاللاعب الذي انضم إلى القلعة الحمراء قادما من تجربة احترافية، يمتلك قيمة سوقية لا يمكن تجاهلها، وقد وصلت للنادي بالفعل عروض محلية وعربية للاستفادة من خدماته.
من هذا المنطلق، يرى مجلس الإدارة برئاسة الخطيب أن السماح له بالرحيل مجانا، في الوقت الذي تبدي فيه أندية أخرى استعدادها لدفع مقابل مادي لضمه، يعد إهدارا لأصول النادي.
وقد تردد أن اللاعب نفسه عرض دفع مبلغ مالي لفسخ عقده، وهو ما قوبل بالرفض من قبل الأهلي الذي يصر على الحصول على مبلغ يليق بقيمة اللاعب الفنية والتسويقية.
2- عدم تدعيم المنافسين المباشرين
يتجاوز الأمر البعد المادي ليصل إلى نقطة استراتيجية حساسة، فرغم أن المدير الفني قد لا يكون في حاجة فنية ماسة لعبد القادر في خططه الحالية، إلا أن مجرد انتقال لاعب بهذه القيمة الفنية إلى أحد المنافسين المباشرين، مثل الزمالك أو بيراميدز، يعتبر بمثابة ضربة مزدوجة.
فهو لا يعني فقط خسارة لاعب موهوب، بل يعني أيضا تدعيم صفوف خصم مباشر ينافس الأهلي على الألقاب المحلية والقارية.
هذا المبدأ يعد من الثوابت الراسخة في سياسة النادي الأحمر، حيث إن تقوية الخصم تعتبر إضعافا مباشرا للفريق، حتى لو كان ذلك على حساب تجميد لاعب لا يشارك.
3- كسب الوقت وإضعاف الخصم
وهنا تكمن النقطة الأكثر عمقًا في استراتيجية الأهلي، قد يبدو بقاء عبد القادر لموسم آخر دون مشاركة فعالة ومن ثم رحيله مجانا بعد انتهاء عقده خسارة محققة، لكن من منظور استراتيجي أوسع، فإن الأهلي بذلك يكون قد حرم منافسيه من الاستفادة من خدماته لمدة عام كامل.
خلال هذا العام، الكثير قد يتغير في خريطة المنافسة، وقد يكون هذا الحرمان كافيا لترجيح كفة الأهلي في بطولة أو مواجهة حاسمة.
ففي حسابات البطولات الكبرى، كل تفصيلة تهم، ومنع لاعب مؤثر من الانضمام لصفوف الغريم التقليدي لمدة موسم كامل قد يكون له وزن يوازي أو يفوق قيمة بيعه في اللحظة الراهنة.
إنها نظرة بعيدة المدى تهدف إلى الحفاظ على التفوق الكلي على الساحة، حتى لو كان الثمن خسارة مالية مؤجلة.