أثار النجم الجزائري يوسف بلايلي، صانع ألعاب الترجي التونسي الجدل في أوساط مشجعي فريقه منذ الأحد الماضي وذلك بعد غيابه عن مباراة ديربي العاصمة تونس، ضد النادي الإفريقي في الجولة 27 من دوري المحترفين.
وتغيب بلايلي عن المباراة بسبب عقوبة فرضتها ضده لجنة الانضباط والأخلاق في الرابطة التونسية لكرة القدم المحترفة على خلفية قيامه بحركة غير أخلاقية في 12 مارس الماضي أثناء الاحتفال بهدف سجله ضد شبيبة العمران.
وعوقب اللاعب الجزائري بالإيقاف لمباراتين، الأولى ضد قوافل قفصة والثانية كانت ضد الإفريقي الأحد الماضي، والتي بذل قبلها مسؤولو الترجي مجهودات كبيرة وخاضوا صراعا قانونيا مع لجنة الاستئناف باتحاد الكرة بهدف تخفيض العقوبة إلى مباراة واحدة من أجل المشاركة في المباراة الأكبر في الدوري.
وبرفض لجنة الاستئناف اعتراض الترجي، وجد المدرب ماهر الكنزاري نفسه مجبرا على خوض المباراة دون اللاعب الأكثر تأثيرا في الفريق طيلة الفترة الماضية، ولكن حصلت المفاجأة الكبيرة التي أثارت جدلا وتفاعلات في الأوساط الكروية بتونس، وذلك بعد فوز الترجي بنتيجة كبيرة (3 ـ1).
ورغم المخاوف التي استبدت بجماهير الفريق الأحمر والأصفر قبل المباراة، من أن يكون غياب نجمهم المفضل قاصما لحظوظ الفريق، إلا أن رفاق المهاجم الشاب أشرف الجابري قدموا واحدة من أفضل مبارياتهم هذا الموسم.
وتطرق كثير من الملاحظين والفنيين في المنصات والبرامج التلفزيونية التي تناولت تحليل مباراة الديربي إلى الآثار الإيجابية لغياب يوسف بلايلي عن تشكيلة الترجي، فيما أكد البعض أن الفريق يؤدي بشكل مثالي في غياب النجم الجزائري، بل أفضل من المباريات التي خاضها اللاعب.
وبدا أن الترجي يلعب بتوازن كبير في الناحية الهجومية، على خلاف المباريات التي شارك فيها يوسف بلايلي، والتي بدا فيها التركيز الهجومي للفريق بشكل كلي على الجهة اليسرى التي يشغلها الأخير.
واعتبر الكثير من الفنيين أن غياب بلايلي، لم يمنح اللاعبين البدلاء، فقط الفرصة للظهور والسعي لضمان مكانهم في التشكيلة، وإنما أيضا ساهم في اكتشاف موهبة كروية كبيرة اسمها شهاب الجبالي الذي نجح في أن يملأ الفراغ الذي بدا للبعض أن يوسف بلايلي تركه.
وحصل شهاب الجبالي، الذي انضم للترجي في يناير الماضي قادما من المنستيري، على أفضل تقييم في المباراة، كما قدم تمريرة حاسمة في الهدف الأول وفي ركلة الجزاء التي أحرز منها رودريغو رودريغيز هدف الترجي الثاني.
ورغم أنه من السابق لأوانه الاعتقاد بأن الترجي يبدو "فريقا متكاملا" وأفضل حتى دون يوسف بلايلي، إلا أن أداء الفريق الأحمر والأصفر، وفوزه الصريح على مضيفه النادي الإفريقي (3 ـ1) والمستوى المذهل الذي ظهر به لاعبو خط الوسط كشف حقيقة تزداد رسوخا وهي أن وجود بلايلي "يعطّل" أحيانا الفريق في الهجوم لسبب واحد وهو أن مجرد مراقبة لاعبي المنافس للنجم الجزائري كفيلة بإجبار اللاعبين إلى العودة إلى الوراء ومحاولة بناء الهجمة من جديد.
وظهر ذلك بالخصوص في مباراتي صن داونز الجنوب إفريقي في ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، حيث نجح الفريق المنافس في التفوق على الترجي ومن ثمة التأهل للمربع الذهبي بمجرد فرض رقابة على تحركات بلايلي بما أن كل الهجمات تنطلق من الجهة التي يشغلها.
ورغم تلك المواقف التي ترى أن الفريق الأحمر والأصفر، لم يتأثر بتاتا بغياب يوسف بلايلي، فإن الأرقام التي يملكها اللاعب الجزائري تثبت أنه مؤثر إلى حد بعيد في مسيرة الترجي هذا الموسم.
وقاد بلايلي الترجي التونسي لإحراز لقب كأس السوبر في مارس الماضي بالفوز والتسجيل ضد الملعب التونسي (2 ـ0).
ومنذ انضمامه للترجي في يوليو الماضي، قادما من مولودية الجزائر، سجّل بلايلي 8 أهداف وقدم 4 تمريرات حاسمة في 18 مباراة خاضها في الدوري التونسي للمحترفين.
أما في دوري أبطال إفريقيا، فقد شارك حتى ربع النهائي، وخاض 10 مباريات أحرز فيها 10 أهداف بجانب 4 تمريرات حاسمة.
