ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
في خضم الحديث المتصاعد حول مستقبل أحمد عبد القادر، جناح النادي الأهلي المصري، وبروز اسمه كأحد أبرز المرشحين لمغادرة القلعة الحمراء في الميركاتو المقبل، خرج أحمد حسن، نجم منتخب مصر السابق، بتصريح وضع النقاط على الحروف، مؤكداً أن وجهة اللاعب القادمة هي الخليج وليست الزمالك أو بيراميدز كما يروج البعض في إطار سيناريوهات الانتقام الكروي.
هذا التصريح يفتح الباب أمام تحليل أعمق لشخصية عبد القادر وحساباته الدقيقة، ففكرة الانتقال المباشر من الأهلي إلى الغريم التقليدي الزمالك، أو المنافس المباشر بيراميدز، تبدو محفوفة بالمخاطر بالنسبة للاعب يمتلك مهارات استثنائية ولكنه يبحث عن بيئة محددة للتألق.
لماذا يفضل عبد القادر الهروب إلى الخليج؟ ولماذا يعتبر مخطط الزمالك للانتقام من ضم الأهلي لأحمد سيد "زيزو" وأشرف بن شرقي من خلاله خياراً مرعباً له في التوقيت الحالي؟ يمكن تلخيص الإجابة في 4 أسباب جوهرية:
1- شبح القائمة السوداء وعداء الجماهير
يدرك أحمد عبد القادر جيداً أن الانتقال المباشر للزمالك يعني حرق كل مراكبه مع جماهير النادي الأهلي للأبد، التاريخ القريب مليء بنماذج دفعت ضريبة باهظة لهذا التحول، وعبد القادر، الذي طالما تغنى بحب الكيان، لا يرغب في أن يضع نفسه في خانة الخائن أو المغضوب عليهم.
الانتقال للخليج يمنحه ميزة الخروج الآمن، فهو يغادر للاحتراف الخارجي؛ ما يحفظ شعرة معاوية مع الجمهور الأحمر، ويجنبه الدخول في نفق مظلم من الهجوم الجماهيري المستمر والضغط النفسي الذي لا يرحم في الشارع المصري، وهو أمر لا يبدو أن شخصية عبد القادر مستعدة لتحمله الآن.
2- تأمين المستقبل المالي بامتياز
بلغة الأرقام، تظل العروض الخليجية هي الأكثر إغراءً واستقراراً، وبينما يعاني الزمالك من أزمات مالية متلاحقة قد تؤثر في انتظام المستحقات، يوفر الخليج فرصة ذهبية لعبد القادر لجمع ثروة مالية ضخمة في وقت قياسي.
بالنسبة للاعب كرة قدم، تأمين المستقبل المالي هو أولوية قصوى، والخليج يوفر معادلة صعبة التحقيق في مصر حالياً؛ مِن رواتب فلكية، ومكافآت مجزية، واستقرار مادي يجعله يصب تركيزه في الملعب فقط دون الانشغال بمشاكل المستحقات المتأخرة.
3- الهروب من طنجرة الضغط
يتمتع عبد القادر بمهارات فنية عالية، لكنه يُعاب عليه أحياناً المزاجية أو التأثر بالانتقادات. في الدوري المصري، وتحديداً في قطبي الكرة، الخطأ الواحد قد يفتح عليك أبواب الجحيم من الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
في الخليج، تنخفض حدة الضغوط الجماهيرية والإعلامية بشكل ملحوظ مقارنة بمصر، الضغط يكاد يكون صفراً مقارنة بالأهلي والزمالك.
هذه البيئة الهادئة نسبياً قد تكون المناخ المثالي لعبد القادر لاستعادة بريقه، واللعب بأريحية، وإظهار مهاراته الفردية دون الخوف المستمر من مقصلة النقد اللاذع مع كل مراوغة غير مكتملة.
4- ورقة الزمالك وبيراميدز.. مؤجلة لوقت لاحق
ذكاء عبد القادر يكمن في عدم حرق المراحل، الانتقال للخليج الآن لا يعني إغلاق الباب أمام العودة لمصر مستقبلاً عبر بوابة الزمالك أو بيراميدز.
الزمالك يمر حالياً بمرحلة انعدام وزن إداري وفني، والانتقال إليه الآن مغامرة غير محسوبة العواقب قد تعصف بمسيرة اللاعب، أما بيراميدز، الذي يمارس سياسته المعتادة في ضم نجوم الأهلي، فسيظل خياراً متاحاً دائماً بقدراته المالية.
لذا، يرى عبد القادر أن الخروج للخليج هو هدنة ومرحلة انتقالية؛ فإذا تحسنت أوضاع الزمالك مستقبلاً، أو استمر بيراميدز في مشروعه، يمكنه العودة حينها بشروط أفضل، ودون أن يكون خسر كل شيء في معركة خاسرة الآن.
