تعيش غرفة ملابس النادي الأهلي المصري على صفيح ساخن، فلا تكاد تهدأ أزمة إلا وتشتعل بعدها أخرى أكبر منها، كان آخرها المشادة التي وقعت بين عمر كمال عبد الواحد وزميله إمام عاشور وانتهت، بحسب وسائل إعلام مصرية، بإصابة الأول واضطراره إلى إجراء جراحة وتقطيب للغرز في اليد.
خرج النادي الأهلي ببيان سريع في محاولة لتحصين غرفة الملابس، ولكن لفداحة الحدث الذي وصل إلى سقوط اللاعب غارقًا في دمائه ومغشيًا عليه، كما ذكرت التقارير، لم يستطع النادي هذه المرة أن يُسكت الأصوات التي كشفت الحقيقة كاملة، ليؤكد ما حدث أن هناك فجوة كبيرة داخل غرفة تغيير الفريق الأحمر، وهو أمر لم يعتده الجمهور داخل القلعة الحمراء، بسبب حالة الانضباط التي كان يفرضها دائمًا مدير الكرة للفريق، الذي تناوب على هذا المنصب عدة أسماء المدة الماضية، ليصبح هذا "الكرسي الشائك" نقمة على أصحابه.
أخيرًا تولى محمد رمضان منصب المدير الرياضي للفريق، والقائم بأعمال مدير الكرة، ولكن منذ اليوم الأول الذي بدأ فيه مهمته لم يتمكن من لم شمل اللاعبين بل تفاقمت الأزمات أكثر، ويبدو بأنه أدرك سريعًا بأن هذا المنصب مليء بالأشواك، إذ طلب من الإدارة بسرعة الانتهاء من تعيين شخص في هذا المنصب بشرط أن يكون مدير الكرة الجديد قريبًا من اللاعبين وقادرًا على احتوائهم، ليتفرغ لمهام منصبه الأساسي.
وبينما تتحدث أنباء عن استقرار إدارة "الشياطين الحمر" على تعيين نجم الفريق السابق وليد سليمان لتولي هذا المنصب، يخشى كثيرون أن تتكرر لعنة هذا "الكرسي الشائك" ويتم الإطاحة به كما حدث مع سابقيه.
وشهدت فترة "رمضان" الحالية العديد من الأزمات التي طفت على السطح في أوقات متقاربة، أبرزها أزات إمام عاشور، بالخناقة الشهيرة في أحد المولات بمدينة 6 أكتوبر، التي كانت ستنتهي بحبسه لولا تصالحه مع فرد الأمن، الذي اعتدى عليه، في النهاية، ثم أزمة اعتراضه على عدم المشاركة في مباراة استاد أبيدجان وتغريمه ماليًا ومنعه من التدريب قبل الاعتذار والعودة للمباريات، ثم أزمات محمود عبد المنعم "كهربا" واعتراضه الدائم على عدم المشاركة.
آخر ضحايا هذا الكرسي كان نجم الفريق السابق خالد بيبو، الذي كشف في لقاء تلفزيوني مع الإعلامي أحمد شوبير عن تعرضه لما وصفه بالحرب في أثناء توليه المنصب.
وشدد بيبو على أنه تعرض لحملة شرسة من الهجوم والانتقادات من قبل أطراف اتهمها بالسعي بالإضرار بالنادي، معبرًا عن حزنه لتحميله مسؤولية كل الخسائر التي تعرض لها طوال مدة وجوده، كما أكد رفضه الضغوط الإعلامية والجماهيرية لتوجيه انتقادات بشأن الحكام وهو ما رفضه تمامًا.
واتهم بيبو أطرافًا بعينها لها أجندات خاصة هي من كانت وراء الحملة الممنهجة للتخلص منه والإساءة إليه رغم كل ما حققه للفريق الأحمر في أثناء وجوده، متمنيًا أن يأتي اليوم الذي يكشف فيه عن هوية هؤلاء الأشخاص، كاشفًا أن ما كان يحدث معه لم يعد يحدث الآن مع محمد رمضان، وهو ما يؤكد رغبة البعض في الإطاحة به.
فترة بيبو أيضًا شهدت اعتراضات من جانب محمد مجدي "أفشة" لاعب الفريق، على عدم المشاركة أساسيًا، وهو ما عرّضه لعقوبة مالية ضخمة.
شكل رحيل مدير الكرة السابق سيد عبد الحفيظ من هذا المنصب بعد وقت طويل من النجاحات صدمة لجمهور الفريق وحتى لخالد بيبو نفسه، الذي أكد أنه سلمه ملفات المنصب كاملة دون أي نقص، وأن رحيله كان خسارة كبيرة للأهلي.
كان عبد الحفيظ تولى منصب مدير الكرة بالنادي قبل عام 2017، ثم عاد إليه مجددًا عام 2018، واستمر فيه حتى أعلن الأهلي رحيله في شهر أغسطس العام الماضي.
وفي تصريحات إعلامية له قال عبد الحفيظ إنه لم يعلم بقرار رحيله سابقًا بل أُبلِغ في اجتماع مع لجنة التخطيط، وقد تسببت الطريقة التي أُبلِغَ بها باستيائه، وسط حديث عن وقوف حسام غالي عضو مجلس إدارة النادي ولجنة التخطيط وراء القرار.
وحتى وقتنا الحالي لم يفصح الأهلي عن سبب رحيل سيد عبد الحفيظ عن منصبه، وهي المدة التي لم تشهد مشكلات شبيهة بما يحدث حاليًا، بل يطالب بعضهم بضرورة عودته من أجل إعادة الانضباط لغرفة ملابس الفريق الأحمر.
قبل رحيل سيد عبد الحفيظ تولى صخرة دفاع الأهلي السابق، وائل جمعة، منصب مدير الكرة لمدة موسم واحد فقط توج فيه الفريق بلقب بطولة الكونفدرالية الإفريقية تحت قيادة الإسباني خوان كارلوس غاريدو.
ويرجع سبب رحيل وائل جمعة إلى صدامه مع عدد من نجوم الفريق، مثل عبد الله السعيد وحسام غالي، الذي رفض قرار "جمعة" استبعاده وعبد الله السعيد من السفر إلى تونس وتطبيق غرامة مالية على اللاعبين، ليرفضه غالي ويحدث صدام كبير بينهما على إثره رحل "الصخرة" عن منصبه.
وأكد وائل جمعة لاحقًا أنه تعرض لظلم شديد، وأن النادي كان يمر بفترة من الضعف الإداري دفع ثمنها برحيله عن الفريق بعد سلسلة من الأزمات مع نجوم الفريق، ليثبت مجددًا أن الكرسي الذي جلس عليه نجوم كبار أمثال صالح سليم وثابت البطل وحسن حمدي لم يعد "آمنًا".