تسارعت الأحداث داخل النادي الإفريقي التونسي بشكل غير مسبوق بعد الخسارة المدوية في ربع نهائي الكأس ضد الاتحاد المنستيري (3 ـ 0) والتي أعقبت مسيرة كارثية في سباق الدوري بعجز الفريق عن تحقيق الفوز في آخر 4 مباريات وحلوله رابعا في الترتيب النهائي للمسابقة.
وتصاعدت حدة الغضب داخل أوساط الجماهير منذ الخسارة المهينة (3 ـ 1) في ديربي العاصمة ضد الترجي وخروج الفريق في ذلك الوقت نهائيا من المنافسة على اللقب، قبل أن تندلع حرب داخلية طرفاها رئيس النادي هيكل دخيل والمستشهر الأمريكي فيرجي شامبيرز الذي حل بتونس في الصيف الماضي وقدم بالفعل دعما ماليا لخلاص الديون قبل أن يتم تعيينه في مارس الماضي مستشارا ومشرفا على الألعاب الجماعية في النادي.
ولم يمر خروج الإفريقي من ربع نهائي الكأس أمام المنستيري أمس الأحد دون أن يفجّر الأوضاع من جديد في النادي ليقدّم مجلس الإدارة برئاسة دخيل استقالة جماعية ودعوة لجنة الحكماء، المتكونة من عدد من الرؤساء السابقين للاجتماع ووضع خارطة طريق للخروج من المرحلة الدقيقة الراهنة.
وقال بيان نشره الإفريقي مساء أمس الأحد، إن اجتماع أعضاء الهيئة المديرة للنادي الإفريقي أسفر رسميا عن إستقالة جماعية لكل أعضاء مجلس الإدارة وذلك بعد ما وقع معاينته من شتم وتهم باطلة في حق أعضاء الهيئة علاوة على استفحال التجاوزات اللفظية الخطيرة والمس من سمعتهم وأعراضهم وكرامتهم".
أجواء مشحونة
وتابع البيان: "نظرا لاستحالة مواصلة مهام الهيئة في ظروف عادية، خاصة أمام سوء النتائج الرياضية في آخر الموسم، وإيمانا منا بأن إدارة النادي تكليف لا تشريف، وأن خدمة جماهيرنا لا تكون إلا برضاها، فإننا نعلمكم بموجب هذا البلاغ أنه تم إعلام هيئة الحكماء عبر مراسلة رسمية بتاريخ الجمعة 16 مايو 2025 باستقالة الهيئة المديرة بكامل أعضائها".
وكشف الإفريقي عن مواصلة الهيئة المستقيلة للنادي التسيير الإداري اليومي الى الي حين انتخاب هيئة مديرة جديدة في جلسة عامة انتخابية في أجل أقصاه 12 يونيو 2025 طبقا لمقتضيات القانون الأساسي للنادي.
وينتظر أن تنعقد الجلسة العامة الانتخابية للنادي الإفريقي يوم 12 يونيو المقبل، لانتخاب مجلس إدارة جديد يخلف هيكل دخيل وأعضاده في تسيير النادي، وهو من الفرضيات المحتملة في الفترة المقبلة، ولكن في حال عدم تقديم ملفات ترشح في تلك الآجال القانونية سيكون الإفريقي أمام فرضيتين أخريين قبل بداية موسم 2025 ـ 2026.
وقالت مصادر قريبة من الإفريقي إن بعض المسؤولين السابقين وفي مقدمتهم حمزة الوسلاتي، الرئيس السابق لفرع كرة القدم بصدد إعداد قائمة لدخول معترك الانتخابات.
وتولى الوسلاتي وهو رجل أعمال، منصب رئيس فرع كرة القدم بين 2018 و2021 وينتظر أن يكون بجانبه أعضاء من مجلس الإدارة الذي تولى تسيير النادي طوال تلك الفترة.
تأجيل وارد للإنتخابات
السيناريو الثاني يتمثل في عدم تقديم أية ملفات ترشح للرئاسة وفي تلك الحالة، ستعين لجنة الحكماء وكبار المسؤولين السابقين، شرئيسا مؤقتا جديدا لفترة قصيرة على أن يتم تحديد آجال جديدة للانتخابات وفسح المجال لتقديم ملفات الترشح ثانية، على أن يتولى أحد المسؤولين رئاسة النادي والتسيير اليوم حتى موعد الانتخابات.
ويأتي بعض المسؤولين السابقين الذين يحظون بثقة مشجعي الإفريقي ودعم لجنة الحكماء في مقدمة المرشحين لرئاسة النادي في تلك الفترة ومن أبرزهم محسن الطرابلسي رئيس اللجنة الطبية في الفريق والرئيس الحالي للجنة الدعم (سوسيوس).
أما السيناريو الثالث الوارد فيتمثل في تولي كمال إيدير الرئيس السابق للنادي الإفريقي، والرئيس السابق لاتحاد الكرة (مؤقتا) الإشراف على رئاسة الفريق لمدة 3 أشهر أو أكثر حتى الخروج من المرحلة الدقيقة الراهنة والإعداد لجلسة عامة انتخابية سابقة لأوانها.
وتولى كمال إيدير رئاسة الإفريقي بين عامي 2005 و2006، وحقق معه لقب الدوري في 2007 ـ 2008، وبعد سنوات طويلة ظهر من جديد لرئاسة لجنة تسوية الأزمة داخل اتحاد كرة القدم وذلك بين أغسطس 2024 ويناير 2025.
