تتجه الأنظار نحو اقتراب نجم وسط الأهلي السعودي، غابري فيغا، من العودة إلى أوروبا عبر بوابة بورتو البرتغالي، في صفقة تقدر قيمتها بـ17 مليون يورو، للوهلة الأولى قد يبدو هذا الرقم سيئًا للأهلي الذي ضم اللاعب مقابل 30 مليون يورو.
لكن القصة لا تنتهي هنا، فالمكاسب المحتملة قد تتجاوز ذلك بكثير بفضل بند ذكي في العقد يسمح للأهلي بالحصول على 40% من قيمة إعادة بيع اللاعب مستقبلًا.
هذا البند قد يحوّل الصفقة إلى "مكاسب خيالية" للأهلي، مستفيدًا من خبرة بورتو العريقة في صقل النجوم وبيعهم بأرقام فلكية.
بورتو: مصنع النجوم وأرقام البيع الفلكية
لا يُعرف بورتو عبثًا بأنه أحد أفضل الأندية الأوروبية في اكتشاف المواهب الشابة وتطويرها ثم بيعها بأرقام جنونية، هذا النمط التاريخي في صفقات البيع يمنح الأهلي ثقة كبيرة في إمكانية تحقيق مكاسب ضخمة من غابري فيغا مستقبلًا.
لنتذكر بعض الأسماء اللامعة التي انطلقت من بورتو وحققت أرقام بيع مذهلة، أوتافيو نجم النصر السعودي حاليًّا، ونيكو غونزاليس الذي رحل إلى مانشستر سيتي في صفقة بلغت 60 مليون يورو، ولويس دياز الذي انتقل إلى ليفربول الإنجليزي، وإيدير ميليتاو الذي انضم إلى ريال مدريد الإسباني، وغالينو أحد لاعبي الأهلي السعودي، وخاميس رودريغيز الذي انتقل إلى موناكو الفرنسي مقابل 45 مليون يورو، وفيتينيا الذي انضم إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، وهالك نجم زينيت سانت بطرسبرغ سابقًا، وفالكاو الذي رحل إلى أتلتيكو مدريد الإسباني مقابل 40 مليون يورو عام 2012، وأخيرًا إلياكيم مانغالا، الذي انتقل إلى مانشستر سيتي مقابل 45 مليون يورو.
هذه الأمثلة تبرز قدرة بورتو على تحويل اللاعبين إلى استثمارات رابحة، حتى أن أقل صفقة بيع بين هؤلاء النجوم كانت لفالكاو بقيمة 40 مليون يورو قبل أكثر من عقد من الزمان؛ ما يؤكد أن بورتو قادر على تحقيق أرقام قياسية في سوق الانتقالات.
نمط البيع: ضعف القيمة السوقية
يكشف تحليل صفقات بورتو عن نمط واضح في البيع بضعف القيمة السوقية تقريبًا للاعبين، هذا الأسلوب الذكي في التفاوض والتسويق هو ما يميز النادي البرتغالي.
على سبيل المثال: نيكو غونزاليس كانت قيمته السوقية تُقدر بحوالي 28 مليون يورو قبل أن يبيعه بورتو بـ 60 مليون يورو.
إلياكيم مانغالا بيع بـ45 مليون يورو، بينما كانت قيمته السوقية حوالي 25 مليون يورو، وخاميس رودريغيز بيع بـ45 مليون يورو، وكانت قيمته السوقية حوالي 23 مليون يورو.
هذا النمط يبث التفاؤل فيما يخص مستقبل غابري فيغا، قيمة اللاعب كانت 30 مليون يورو قبل انضمامه للأهلي، وقد انخفضت قليلاً أثناء وجوده في الدوري السعودي.
ومع ذلك، وبمجرد عودته إلى الأجواء الأوروبية ومع فريق معروف بقدرته على صقل المواهب، مثل: بورتو، فمن المرجح أن ترتفع قيمته السوقية مجددًا لتصل إلى 30 مليون يورو أو حتى أكثر، بالنظر إلى سنه الصغيرة وإمكانياته الكبيرة ومستقبله الواعد.
مكاسب تفوق التوقعات
إذا ما سار الأمر على هذا النحو، وتمكن بورتو من بيع فيغا مستقبلاً بـ60 مليون يورو على الأقل (وهو رقم معقول بالنظر إلى صفقاتهم السابقة وقيمة اللاعب)، فإن الأهلي سيجني 24 مليون يورو كحصة من إعادة البيع (40% من 60 مليون).
بإضافة الـ 17 مليون يورو التي سيحصل عليها الأهلي من بيع اللاعب لبورتو في البداية، فإن إجمالي المكاسب سيصل إلى 41 مليون يورو.
هذا المبلغ يفوق بكثير الـ30 مليون يورو التي دفعها "الراقي" لضم اللاعب؛ ما يجعل الصفقة رابحة بكل المقاييس، ويؤكد الرؤية الاستثمارية للنادي السعودي.
هذه الصفقة قد تصبح نموذجًا لكيفية استفادة الأندية السعودية من استثماراتها في المواهب الشابة من الدوريات الأوروبية.
