يبدو أن العلاقة بين النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر السعودي، وجياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لم تكن دائمًا على أفضل حال.
فمنذ تولي إنفانتينو رئاسة "فيفا"، برزت عدة مواقف وتصريحات فسّرها البعض على أنها تقليل من شأن "الدون" أو محاباة لغريمه التقليدي ليونيل ميسي، الذي يصفه قطاع من الجماهير بأنه "ابن الفيفا المدلل".
هذه الشرارة، وفقًا لمراقبين، غذّت شعورًا بالغضب لدى رونالدو تجاه الرجل الأول في كرة القدم العالمية، ونستعرض 5 مواقف يُعتقد أنها أسهمت في هذا التوتر:
1. تصريحات حول مستقبل رونالدو ومونديال الأندية
أحد المواقف التي أثارت امتعاض رونالدو ومحيطه، كانت التصريحات الخاصة بإنفانتينو حول وجود مناقشات بشأن مستقبل النجم البرتغالي واحتمالية انتقاله إلى فريق يشارك في كأس العالم للأندية بنسختها الجديدة.
في وقت حساس رونالدو يدرس فيه خياراته، بما في ذلك تجديد عقده مع النصر السعودي، اعتبر البعض أن مثل هذه التصريحات قد تضر بمفاوضاته، سواء مع "العالمي" أو أي فريق آخر، نظرًا لحساسية الموقف وتوقيت الكلام الذي قد يُفسر كتدخل أو محاولة توجيه لمسيرته.
2. معاملة تفضيلية لميسي في كأس العالم للأندية
لم يمر الحديث عن منح فريق إنتر ميامي الأمريكي، الذي يلعب له ليونيل ميسي، دعوة خاصة أو تسهيلات للمشاركة في النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية مرور الكرام.
ففي الوقت الذي تكافح فيه أندية عريقة للتأهل عبر مسارات معقدة، فإن أي تلميح لمعاملة تفضيلية لفريق ميسي يصب الزيت على نار الاتهامات بمحاباة النجم الأرجنتيني من قبل "فيفا"، وهو ما يُعتقد أنه أغضب رونالدو الذي يسعى دائمًا للمنافسة على أعلى المستويات بشروطه الخاصة.
هذا الاتهام وجهه له اليوتيوبر الشهير "سبيد" عاشق رونالدو في حواره معه قبل ساعات بشكل مبطن، حيث سأله لِمَ لا يمنح رونالدو دعوة لكأس العالم للأندية 2025؟.
3. الحديث الجماهيري عن "ميسي ابن الفيفا المدلل" في مونديال 2022
كانت بطولة كأس العالم 2022 مسرحًا لجدل واسع حول التحكيم وبعض القرارات التي اعتبرها الكثيرون تصب في صالح المنتخب الأرجنتيني.
وانتشرت على نطاق واسع مقولة "ميسي ابن الفيفا المدلل"، مع إشارة إلى عدد ركلات الجزاء المحتسبة للأرجنتين وظروف أخرى، هذا الجو العام، الذي لم يغب بالتأكيد عن مسامع رونالدو، عزز الشعور بأن هناك توجهًا ما داخل أروقة "فيفا" يميل نحو ميسي؛ ما قد يثير حفيظة أي لاعب تنافسي بحجم رونالدو.
4. الاستبعاد من تشكيلة "فيفبرو" للمرة الأولى في عهد إنفانتينو
رغم أن اختيار تشكيلة "فيفبرو" لأفضل 11 لاعبًا في العالم يتم عبر تصويت اللاعبين المحترفين، فإن استبعاد كريستيانو رونالدو منها للمرة الأولى منذ سنوات في نسخة 2022، تزامن مع رئاسة إنفانتينو للفيفا.
هذا الاستبعاد، وإن لم يكن قرارًا مباشرًا من "فيفا"، إلا أنه حدث في "عهد إنفانتينو"، ولصق به كونه سابقة في مسيرة "الدون" الحافلة. بالنسبة للاعب بحجم رونالدو، يُعتبر هذا التجاهل بمثابة صفعة، وقد يرى فيه البعض مؤشرًا على تراجع مكانته في الحسابات العالمية الرسمية.
@eremsports الوداد المغربي يراهن على رجل أعمال غامض لخطف كريستيانو رونالدو #sportsontiktok
♬ original sound - إرم سبورت - Erem Sports
5. "ذا بيست" 2018 واستياء إنفانتينو المزعوم من غياب رونالدو
في عام 2018، عندما فاز لوكا مودريتش بجائزة "ذا بيست" لأفضل لاعب في العالم، غاب كريستيانو رونالدو عن الحفل، وذكرت تقارير صحفية حينها، ومنها ما نُسب لصحيفة "الهداف"، أن جياني إنفانتينو أبدى استياءً من غياب رونالدو.
المثير للجدل، هو أن ميسي غاب أيضًا عن الحفل ذاته، ولم يظهر القدر ذاته من الامتعاض من قبل رئيس "فيفا" تجاه غياب النجم الأرجنتيني.
هذا التعامل المتفاوت المزعوم غذّى الشكوك حول وجود تحيز ضد رونالدو أو على الأقل، عدم تقديره بالشكل الذي يراه مستحقًّا.
هذه المواقف، سواء كانت نتيجة سوء فهم أو تعكس بالفعل توجهًا معينًا داخل "فيفا"، أسهمت بلا شك في تكوين صورة معقدة للعلاقة بين أحد أبرز أساطير كرة القدم ورئيس الهيئة المنظمة للعبة عالميًّا، تاركةً الباب مفتوحًا للتكهنات حول مدى عمق هذا "الغضب الصامت".
