في خطوة قد تُعيد رسم ملامح المستقبل الإداري والاقتصادي لنادي برشلونة، كشفت مصادر متعددة عن اجتماع رفيع المستوى عُقد مؤخرًا في موناكو، جمع بين ممثلين عن إدارة النادي الكتالوني والسعودي ماجد الجمعان، الرئيس التنفيذي السابق لنادي النصر.
ورغم التكتم الشديد، تشير الأنباء إلى وجود "تفاهم مبدئي" قد يمهد الطريق أمام الجمعان لتولي منصب إستراتيجي في النادي الكتالوني.
هذا التقارب أثار تساؤلًا كبيرًا في الأوساط الرياضية، لماذا يرى برشلونة في الجمعان طوق النجاة والحل لمشاكله المتراكمة؟ الإجابة تكمن في أربع ركائز أساسية.
1. خبرة إنجليزية مُحنّكة
لا يأتي اهتمام برشلونة بالجمعان من فراغ، فالرجل يمتلك سيرة ذاتية ثقيلة في الإدارة الرياضية، أبرزها تجربته السابقة ضمن الفريق الإداري لنادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي بعد الاستحواذ السعودي.
خلال تلك الفترة، كان الجمعان جزءًا من عملية التحول الهيكلي الهائل الذي شهده النادي، حيث اكتسب خبرة مباشرة في كيفية إعادة بناء الأندية الكبرى، والتعامل مع لوائح اللعب المالي النظيف المعقدة في أوروبا، وتطوير البنية التحتية والمشاريع الرياضية طويلة الأمد.
هذه الخبرة المكتسبة في أصعب دوريات العالم تجعله مرشحًا مثاليًّا لتطبيق رؤية مماثلة في برشلونة.
2. جسر استثماري نحو الخليج
يعي برشلونة جيدًا أن الخروج من أزمته المالية الحالية يتطلب أكثر من مجرد بيع الأصول والنجاح الرياضي؛ إنه يحتاج إلى شبكة علاقات قوية قادرة على جذب استثمارات ورعايات ضخمة ومستدامة.
وهنا تبرز القيمة الحقيقية لماجد الجمعان، الذي يمتلك شبكة علاقات تجارية واسعة ومترابطة في منطقة الخليج، التي تعد من أقوى الأسواق الاقتصادية في العالم.
قدرته على فتح قنوات تواصل مباشرة مع كبرى الشركات الخليجية قد يترجم إلى عقود رعاية جديدة لقميص النادي، وتسمية ملعب "كامب نو سبوتيفاي" الجديد، وغيرها من المشاريع التي ستضخ سيولة مالية عاجلة ومستقبلية في شرايين النادي.
3. بوابة لتصريف "المنبوذين"
على مدى السنوات الماضية، عانى برشلونة من تكدس اللاعبين الذين يتقاضون رواتب مرتفعة دون تقديم المردود الفني المتوقع، وشكلت صعوبة التخلص منهم عبئًا كبيرًا على ميزانية النادي.
علاقات الجمعان المتينة في الأندية السعودية قد تكون الحل السحري لهذه المعضلة، فمع نفوذه وقدرته على التفاوض المباشر مع صناع القرار في دوري روشن، يمكنه تسهيل انتقال اللاعبين "المنبوذين" في برشلونة إلى المملكة، وهو ما سيوفر على النادي الكتالوني مبالغ طائلة من فاتورة الأجور، ويمنحه مرونة أكبر في سوق الانتقالات.
والعكس صحيح، فيمكنه اقتناص بعض الأسماء الكبيرة من الدوري السعودي، تلك الأسماء التي لم تنجح هناك لكنها تحمل قيمة فنية كبيرة مثل جون دوران مثلًا.
4. عقلية اقتصادية وإدارية
بعيدًا عن الرياضة، يمتلك ماجد الجمعان خلفية اقتصادية وإدارية صلبة، فهو رجل أعمال بنى نجاحاته على التخطيط الإستراتيجي والإدارة المالية الحصيفة.
هذه العقلية هي بالضبط ما يحتاجه برشلونة اليوم، شخصية قادرة على فرض الانضباط المالي، وتنويع مصادر الدخل، ووضع خطط واقعية للنمو، بدلًا من الحلول المؤقتة التي أغرقت النادي في الديون.
الجمع بين خبرته الرياضية ورؤيته الاقتصادية يجعله المرشح الذي يحلم به "البلوغرانا" لبدء حقبة جديدة من الاستقرار والنجاح.