كشف الكرواتي لوكا مودريتش، نجم آي سي ميلان الإيطالي، عن نجمه المفضل والأقرب إليه بين النجمين العالميين البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب النصر السعودي، وغريمه التقليدي الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم إنتر ميامي الأمريكي.
وفي حديث مطول لمودريتش لصحيفة "كوريري ديلو سبورت"، ورده على سؤال عن الأفضل بين رونالدو وميسي: "هذا سؤال لا أحبه، لقد صنعا حقبةً كاملة معا، أنا أقرب إلى كريستيانو لأنني لعبت معه، كان زميلي في ريال مدريد".
وأضاف عن كريستيانو: "أؤكد لكم أنه ليس مجرد لاعب كرة قدم عظيم، بل هو إنسان رائع. قد لا يعرف الكثيرون ذلك، لكنه يملك قلبًا كبيرًا ويحرص دائمًا على مساعدة الآخرين، إنه رجل بسيط وعادي".
وعن ميسي علق قائلا: "لا أعرفه كشخص، لكنني لا أشك في أنه استثنائي أيضاً. كلاعب، هو رائع".
اعترف مودريتش في تصريحاته بأنه من مشجعي نادي ميلان منذ طفولته، منذ أن كان زفونيمير بوبان، قائد منتخب كرواتيا، الذي كاد أن يفوز بكأس العالم 1998 في فرنسا، أحد أبرز نجوم الفريق.
وأكمل لوكا مودريتش حديثه عن طفولته قائلًا: "أحمل اسم جدي، الذي مات في الحرب.. في طفولتي لم أذهب إلى الروضة، كنت أبكي دائمًا، لذلك اصطحبوني إلى منزل جدي العلوي عند سفح جبل فيليبيت في إقليم دالماسيا. كان جدي يعمل في صيانة الطرق، وهناك علّمني جرف الثلوج، وتكديس التبن، ورعي القطيع في المراعي، فقد نشأت بين الحيوانات، وكنت أستمتع بشدّ ذيول الماعز. أعتقد أنني تعلمت لعب كرة القدم هناك، بين الأغنام والصخور".
وتابع لاعب الوسط الكرواتي قائلاً: "الحياة دائماً ما تفاجئك، فهناك أمور تحدث لم تكن تتخيلها، كنتُ مقتنعاً بأنني سأنهي مسيرتي في ريال مدريد، لكنني لطالما فكرت في أمرٍ واحد: لو كان لي فريق آخر، فسيكون ميلان، وأنا هنا من أجل الفوز".
وبسؤاله عن سرّ حفاظه على مستواه في سنّ الأربعين، قال: "الحب، حب كرة القدم، التفكير فيها والعيش من أجلها، إلى جانب عائلتي، هي أهم ما أملك، والسر يكمن في الشغف، إلى جانب الالتزام بالنظام الغذائي والتدريبات، وللبقاء في القمة لفترة طويلة، تحتاج إلى قلب قوي، وما زلت أشعر بالسعادة في التدريبات كما كنت أشعر بها عندما كنت ألعب في طفولتي".
وواصل مودريتش تصريحاته قائلًا: "أنا أحب الحياة العادية، عائلة عادية، وحياة بسيطة، والأشياء الصغيرة، لا أشعر بأنني شخص مميز. في حياتي، لم أفكر ولو للحظة أنني أفضل من أي شخص آخر. ولو لم أكن لاعب كرة قدم، لكنت أحببت أن أكون نادلًا".
وقال مودريتش: "يشرفني أن يُشبّهني البعض ببيرلو، فهو يكبرني بخمس سنوات ومهّد الطريق لي، لكن مثلي الأعلى، بغض النظر عن بوبان، كان فرانشيسكو توتي. الدوري الإيطالي كان يزخر بلاعبين رائعين، وكنت أشاهدهم وأقول لنفسي: هذه هي كرة القدم التي أريد أن ألعبها".
وبسؤاله إذا ما كانت ستتأهل إيطاليا لكأس العالم في أمريكا: "الأمر ليس سهلاً، فمباريات الملحق تتكوّن من مباراتين فرديتين؛ الأولى ضد أيرلندا الشمالية، وإذا تحقق الفوز، فستكون المباراة التالية أمام ويلز أو البوسنة. ومع ذلك، أنا أثق بهم".
وأشار لوكا مودريتش إلى أن أصعب مدرب دربه كان جوزيه مورينيو، موضحًا: "رأيته يبكي كريستيانو رونالدو في غرفة الملابس، وهو رجل يبذل قصارى جهده على أرض الملعب، حتى عندما لا يطارد الظهير الخصم. مورينيو صريح جدًا مع لاعبيه، لكنه صادق؛ يتعامل مع كل اللاعبين بالطريقة نفسها، سواء كان الأمر يتعلق بسيرجيو راموس أو بالوافد الجديد، فإذا كان عليه أن يخبرك بشيء، فسيفعل بلا تردد".
وختم اللاعب، صاحب ستة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، قائلاً: "الآن، علينا التركيز على كل يوم على حدة؛ ففي كرة القدم، كما في الحياة، لا ينبغي الانشغال كثيراً بالمستقبل. بعد كل مباراة، تأتي مباراة جديدة".