ينقسم الشارع النصراوي حالياً بين مدافعٍ عن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد الفريق ومنتقدٍ لأدائه.
وفاز النصر على حساب مضيفه الحزم بهدفين دون رد مساء اليوم السبت في الجولة السادسة لدوري روشن بفضل ثنائية جواو فيليكس وكريستيانو رونالدو.
المدافعون عن رونالدو يؤكدون أنه يظل السلاح الحاسم للفريق، ويستشهدون بوجوده الدائم في قائمة الهدافين كدليل قاطع على أهميته، وأن تسجيله هدفاً متأخراً أمام الحزم تأكيد لفكرة أنه يسجل حتى وهو في غير مستواه.
في المقابل، يرى المنتقدون أن هذا الهدف بعينه لا يجب أن يخفي الأزمة الحقيقية، وهي الاعتماد المفرط على لاعب يعاني من إهدار متكرر للفرص.
هذا الجدل تمنحه الأرقام والإحصائيات التفصيلية هذا الموسم عمقاً أكبر، وتكشف عن مشكلة فنية واضحة.
أرقام صادمة: الأعلى إهداراً بين الهدافين
عند تحليل أرقام رونالدو مقارنة بأفضل هدافي الدوري، نجد فجوة واضحة، يحتل النجم البرتغالي المركز الرابع في قائمة الهدافين برصيد 6 أهداف، لكنه وصل إلى هذا الرقم بعد 41 تسديدة إجمالية على المرمى.
هذا الرقم هو الأعلى بفارق شاسع عن جميع منافسيه، مما يشير إلى أنه المستفيد الأول بلا منازع من منظومة النصر الهجومية.
لكن المشكلة الأبرز تكمن في خانة الفرص المحققة المهدرة، حيث أهدر رونالدو 5 فرص محققة للتسجيل حتى الآن في الدوري فقط، هذا الرقم يضعه في صدارة الأكثر إهداراً بين العشرة الأوائل.
ولتوضيح الفارق، فإن لاعباً مثل جوليان كينونيس، الذي يمتلك نفس رصيد رونالدو من الأهداف، لم يهدر أي فرصة محققة، بينما أهدر متصدر الهدافين جواو فيليكس فرصتين فقط.
معدل فعالية متدنٍ.. فجوة واضحة مع المنافسين
كنتيجة مباشرة لهذا الكم من التسديدات والإهدار، يمتلك رونالدو أحد أقل معدلات الفعالية التهديفية بنسبة 14.63%، يأتي هذا الرقم باهتاً للغاية مقارنة بنسبة 37.5% لجواو فيليكس، أو 38.89% لجوشوا كينج، هذا يعني ببساطة أن منافسيه يحتاجون إلى فرص أقل بكثير لتسجيل أهداف أكثر.
توضح هذه الأرقام أن كريستيانو رونالدو، البالغ من العمر 40 عاماً، يعاني من أزمة واضحة في الفعالية أمام المرمى هذا الموسم، رغم حفاظه على سجله التهديفي.
لذلك، فإن الجدل الدائر حالياً لا يجب أن يكون حول جودة رونالدو التاريخية، بل حول جدوى استمراره كمهاجم صريح وحيد يعتمد عليه الفريق كلياً لإنهاء الهجمات، فتشير المعطيات إلى أن المشكلة ليست في صناعة الفرص، فالنصر يوفرها بغزارة، بل في ترجمتها عن طريق الرجل الذي لا يوجد له بديل.
بناءً على ما سبق، قد لا يكون الحل في البحث عن مهاجم أفضل من رونالدو، بل في إضافة قناص آخر بجانبه، مهاجم يمتلك فعالية أعلى، يمكنه تقاسم العبء الهجومي ورفع معدل استغلال الفرص الهائل الذي يخلقه الفريق، وهو الدور الذي يبدو أن بدلاء الفريق الحاليين غير قادرين على توفيره، ربما يكون مهاجماً محلياً متميزاً، أو حتى أجنبياً، الأهم أن يكون سنداً حقيقياً لكريستيانو في موسم منتظر أن يكون حاسماً بالنسبة له بقميص العالمي.