لا تزال خيبة أغلب الأندية التونسية في مسابقتي دوري أبطال إفريقيا تثير كثير من ردود الأفعال والتساؤلات حول الدوافع الأساسية وراء انهيار مستوى أغلب أندية تونس بعد أن كانت في الصفوف الأولى للمراهنة على لقبي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية.
وخرجت 3 من أصل 4 أندية تونسية من الدور التمهيدي الثاني لدوري الأبطال والكونفدرالية نهاية الأسبوع الماضي، في حين شكل الترجي التونسي الاستثناء الوحيد بعدما عبر بسهولة منافسه رحيمو البوركيني (4 ـ0) في مجموع المباراتين وتأهل للمجموعات للمرة العاشرة تواليا.
وخلافا للترجي، الحائز على دوري أبطال إفريقيا 4 مرات، ألقى الإخفاق الذريع للأندية التونسية قاريا بظلاله على الساحة الكروية في تونس ودفع كثيرا من الملاحظين إلى القول إن تونس خسرت مكانتها القارية على مستوى مسابقات النوادي وفسحت المجال لأندية أخرى من شمال القارة ووسطها وغربها.
ومنذ تتويج الترجي بدوري أبطال إفريقيا 2019، في نهائي مثير، لم يشهد نهاية طبيعية، لم ينجح أي ناد تونسي في التتويج بالألقاب الإفريقية في حين حقق الترجي نفسه أفضل إنجاز منذ ذلك الوقت بوصوله لنهائي دوري الأبطال قبل الخسارة ضد الأهلي المصري.
أسباب الإخفاق
وخلال الموسم الجاري، سيكون الترجي الممثل الوحيد لتونس في دور المجموعات بالمسابقات الإفريقية في سابقة لم تعرفها الكرة التونسية خلال آخر 10 سنوات، إذ ظل على الأقل فريقان اثنان يخوضان ذلك الدور.
وفشل الاتحاد المنستيري في التأهل لدور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا للمشاركة الثالثة تواليا، وذلك بعد الخسارة أمام شبيبة القبائل (3 ـ1) ثم (2 ـ1) في الدور التمهيدي الثاني.
وفي كأس الكونفدرالية، كانت حصيلة أندية تونس أسوأ بكثير إذ خرج الملعب التونسي للعام الثاني تواليا بعد الخسارة أمام أولمبيك آسفي المغربي في إجمالي الذهاب والإياب (3 ـ2).
أما النجم الساحلي، المتوج 4 مرات بلقب الكونفدرالية فقد تعرض لإقصاء صادم من الدور التمهيدي الثاني بعد الخسارة أمام نادي نيروبي الكيني بركلات الترجيح (7 ـ6) مع نهاية مباراتي الذهاب والإياب بفوز كل فريق على أرضه (2 ـ0).
وتعود أسباب الإخفاق التونسي في دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية إلى الأوضاع الصعبة التي تعيشها أندية الدوري لا فقط على المستوى المادي وإنما أيضا على صعيد البنية التحتية الرياضية إذ أن فريقا واحدا وهو الترجي يلعب المسابقات الإفريقية داخل ملعبه، أولمبي رادس.
وفي المقابل خاض النجم الساحلي مباراتيه في الدور الأول والدور الثاني من كأس الكونفدرالية على الملعب الأولمبي بسوسة، معقله التاريخي، ولكن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم منحه فقط ترخيصا وقتيا خاصا بالأدوار التمهيدية على أن يلعب على ملعب آخر في حال تأهله للمجموعات.
أما الملعب التونسي والاتحاد المنستيري فيخوضان مبارياتهما خارج ملعبيهما بسبب عدم مطابقة ملعبي باردو (الملعب التونسي) وبن جنات (المنستير) مع المواصفات التي حددها "الكاف".
السبب الثاني يعود إلى غياب التعاقدات القوية خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية والتي تعتبر عاملا أساسيا وحاسما لكل النوادي للمراهنة على بلوغ مراتب مرموقة في كل المسابقات التي تخوضها.
وتسببت الأزمات المالية الخانقة في اتخاذ أغلب الأندية في الدوري التونسي قرارا بعدم التوقيع على تعاقدات مكلفة، بل أن أغلبها فرط في لاعبيه لأندية أخرى مما أثر بشكل مباشر على النتائج، باستثناء الترجي الذي عزز صفوفه بعدة لاعبين خلال ميركاتو الصيف الماضي.
من لا يتقدم يتأخر
السبب الثالث لفشل 3 أندية تونسية في بلوغ دور المجموعات هو عدم قدرتها على مواكبة نسق تقدم الأندية الإفريقية المنافسة وتطورها على كل المستويات.
وفشل الملعب التونسي والنجم الساحلي في تخطي عقبة فريقين يشاركان للمرة الأولى في كأس الكونفدرالية وهما أولمبيك آسفي ونيروبي الكيني.
ومقابل إخفاق تونس في المسابقات الإفريقية للأندية حصدت أندية الجزائر والمغرب العلامة الكاملة (تقريبا) إذ تأهل شبيبة القبائل ومولودية الجزائر لدور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، وحقق الجيش الملكي المغربي بدوره الإنجاز ذاته، فيما ينافس نهضة بركان الأسبوع الجاري على آخر بطاقات الدور ذاته.
وفي الكونفدرالية، بلغ اتحاد الجزائر وشباب بلوزداد والوداد المغربي وأولمبيك آسفي دور المجموعات الذي تقام مراسم القرعة الخاصة به يوم 3 نوفمبر المقبل.
