زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب العاصمة اليونانية أثينا
في خطوة قد تبدو للوهلة الأولى خسارة فنية، ولكنها تحمل في طياتها مكاسب استراتيجية كبرى، يتردد بقوة في الأوساط الرياضية، وتحديدًا كما أشارت صحيفة "أوغوغو" البرتغالية، أن النادي الأهلي السعودي قد حدد مبلغ 23 مليون يورو للموافقة على رحيل نجمه الإسباني الشاب غابري فيغا.
ومع احتدام الصراع بين ناديي بورتو البرتغالي وكومو الإيطالي الصاعد حديثًا للكالتشيو على الظفر بخدمات اللاعب، تتجاوز الفوائد المحتملة للأهلي مجرد العائد المادي المتوقع، لتشمل أبعادًا أخرى قد تكون أكثر أهمية لمستقبل النادي ومكانته على الساحة العالمية.
وهنا تبرز 4 مكاسب "خرافية" غير مالية قد يحققها "الراقي" من هذه الصفقة:
1. وضع الأهلي على الخريطة العالمية كوجهة لتطوير المواهب
إن انتقال موهبة بحجم غابري فيغا، الذي كان محط أنظار كبار أندية أوروبا قبل انتقاله المفاجئ للأهلي، وعودته مجددًا إلى القارة العجوز عبر بوابة نادٍ مثل بورتو أو كومو، يرسل رسالة قوية.
مفادها أن الأهلي ليس مجرد محطة للاعبين في خريف مسيرتهم، بل هو أيضًا بيئة قادرة على استقطاب المواهب الشابة الواعدة والحفاظ على قيمتها السوقية، بل وتطويرها لدرجة تجعل الأندية الأوروبية تسعى للتعاقد معها مجددًا.
هذا الأمر يضع اسم الأهلي على خريطة كشافة الأندية العالمية كوجهة جاذبة وموثوقة؛ ما قد يسهل صفقات مستقبلية للاعبين شباب آخرين.
2. بناء جسور وعلاقات قوية مع الأندية الأوروبية
الدخول في مفاوضات مباشرة وجادة مع أندية أوروبية عريقة مثل بورتو، المعروف بتاريخه في تطوير وبيع اللاعبين، أو نادٍ طموح مثل كومو بإدارته الجديدة، يفتح للأهلي آفاقًا للتعاون المستقبلي.
هذه العلاقات لا تقتصر على بيع اللاعبين فقط، بل قد تمتد لتشمل تبادل الخبرات، وإعارة لاعبين شباب، ومباريات ودية، أو حتى شراكات استراتيجية، وبناء شبكة علاقات قوية في أوروبا؛ ما يُعد مكسبًا لا يقدر بثمن لأي نادٍ يطمح للتطور والوصول إلى العالمية.
3. تأكيد قوة الأهلي التفاوضية في سوق الانتقالات
مطالبة الأهلي بمبلغ يقارب الـ23 مليون يورو، وهو رقم ليس ببعيد عن تكلفة شرائه، يظهر أن النادي لن يتخلى عن لاعبيه بسهولة أو بمبالغ زهيدة.
هذا الحَزْم في المفاوضات يؤكد قوة الأهلي كسوق وليس مجرد مستهلك في عالم الانتقالات. إتمام الصفقة بهذا الرقم أو ما يقاربه يرسخ صورة النادي الذي يعرف كيف يحافظ على قيمة أصوله، ويردع الأندية الأخرى عن محاولة استغلال أي رغبة للاعب في الرحيل للحصول عليه بثمن بخس، إنه إثبات بأن من يأتي للأهلي كنجم، يرحل كنجم بقيمته.
4. اكتساب خبرات تفاوضية للإدارة في البيع والشراء المستقبلي
خوض هذا النوع من المفاوضات المعقدة لبيع لاعب بقيمة فيغا لأندية أوروبية، بكل ما تتضمنه من تفاصيل قانونية ومالية وشروط متغيرة، يمنح إدارة الأهلي خبرات عملية هائلة، هذه الخبرات ستكون بالغة الأهمية في عمليات الشراء المستقبلية.
فهم كيفية تفكير الأندية الأوروبية في تقييم اللاعبين، وما هي البنود التي يمكن التفاوض عليها لتقليل التكلفة الأولية مقابل إدراج حوافز ومتغيرات، سيساعد "الراقي" على إبرام صفقات شراء أكثر ذكاءً وفاعلية في المستقبل، وتجنب دفع مبالغ طائلة قد لا تعكس القيمة الحقيقية للاعبين بشكل كامل.
ختامًا، بينما قد يمثل رحيل فيغا خسارة فنية آنية لخط وسط الأهلي، إلا أن النظرة الشاملة تكشف عن مكاسب استراتيجية بعيدة المدى.
إنها استثمارات في السمعة، والعلاقات، والخبرة، والقوة التفاوضية، وهي أصول قد تكون قيمتها أكبر بكثير من ملايين اليوروهات التي ستدخل خزينة النادي.