تتجه أنظار عشاق الكرة السعودية بترقب وقلق نحو مواجهة المنتخب المصيرية أمام نظيره اليمني في الجولة الثانية من دور المجموعات بكأس الخليج "خليجي 26"، مساء اليوم الأربعاء.
وتكتسب هذه المباراة أهمية قصوى بالنسبة للأخضر، بعد الهزيمة غير المتوقعة في الجولة الافتتاحية أمام البحرين؛ ما يجعل الفوز على اليمن ضرورة مُلحة لتجنب شبح الخروج المبكر من البطولة، والحفاظ على آمال الجماهير السعودية في رؤية منتخبهم يتوج باللقب الخليجي مجدداً.
ورغم أن البعض قد يقلل من شأن المنتخب اليمني، بالنظر إلى تاريخ مواجهات المنتخبين، والتي غالباً ما انتهت بفوز سعودي، إلا أن الواقع يُشير إلى أن هذه المباراة تُشكل فخاً حقيقياً للأخضر، وتحمل في طياتها العديد من المخاطر التي يجب الحذر منها، وإلا سيدفع المنتخب السعودي ثمناً باهظاً قد يكلفه الخروج المبكر من البطولة وخيبة أمل كبيرة للجماهير السعودية.
وفيما يلي أبرز 5 مخاطر تواجه "الأخضر" في هذه المواجهة:
1- الاستهانة بالخصم: شهدت الساعات الماضية حالة من التفاؤل المفرط في الشارع الرياضي السعودي، وذهبت بعض التحليلات الإعلامية إلى حد اعتبار مباراة اليمن "مضمونة" و"سهلة".
وهذا خطأ فادح سبق وأن وقع فيه الإعلام السعودي في مناسبات سابقة، وكان له عواقب وخيمة، مثلما حدث أمام إندونيسيا في تصفيات كأس العالم وأمام البحرين في الجولة الأولى من خليجي 26.
إن الاستهانة بالخصم تُعد من أخطر الأمور التي قد تُواجه أي فريق، فهي تُؤدي إلى التراخي وعدم الجدية في التحضير للمباراة، وهو ما قد يُستغله الخصم لتحقيق مفاجأة.
2- الضغط النفسي: يدخل المنتخب السعودي هذه المباراة وهو يعاني من ضغط نفسي كبير، بعد الخسارة أمام البحرين، وإدراك اللاعبين أن أي تعثر جديد قد يعني الخروج بشكل شبه رسمي من البطولة.
هذا الضغط قد يُؤثر سلباً على أداء اللاعبين، ويجعلهم يُرتكبون أخطاءً قد تُكلفهم الفوز، لذلك، يقع على عاتق الجهاز الفني بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد تحضير اللاعبين نفسياً بشكل جيد، والتأكيد على ضرورة التعامل مع المباراة بهدوء وثقة، وعدم الاستسلام للضغوط.
3- قوة المنتخب اليمني: على عكس ما يعتقد البعض، فإن المنتخب اليمني ليس بالخصم السهل، وقد أثبت ذلك خلال مباراته أمام العراق، حيث قدم أداءً قوياً ومنظماً، وصمد أمام هجمات أسود الرافدين، وكاد يخرج بنقطة التعادل، لولا هدف مباغت.
يمتلك المنتخب اليمني روحاً قتالية عالية، ورغبة في إثبات الذات، وخاصةً بعد تطور مستوى الكرة اليمنية في السنوات الأخيرة.
4- تألق حارس مرمى اليمن: يمتلك المنتخب اليمني حارس مرمى من طراز فريد، هو محمد أمان، الذي قدم مستوى رائعاً أمام العراق، وتصدى لأربع كرات خطيرة، وحرم أسود الرافدين من تسجيل أهداف محققة.
وسيكون على مهاجمي السعودية أن يُظهروا كفاءة عالية لتخطي هذا الحارس. يتمتع محمد أمان بردود فعل سريعة وتركيز عال، وهو ما يُصعب مهمة أي مهاجم في هز شباكه.
5- مواجهة العراق في الجولة الأخيرة: على نجوم الأخضر أن يدركوا إنهم لو لم يتخطوا عقبة اليمن فإنهم سيواجهون مهمة صعبة في الجولة الأخيرة أمام المنتخب العراقي، الذي يُقدم مستويات مُتميزة في السنوات الأخيرة، ويتفوق على السعودية في المواجهات المُباشرة.
يُعد المنتخب العراقي من أقوى المنتخبات في البطولة، وهو مرشح بقوة للتتويج باللقب، لذلك فإن مواجهته لن تكون سهلة على الإطلاق.
ختاماً: يجب على المنتخب السعودي أن يتعامل مع مباراة اليمن بأقصى درجات الجدية والتركيز، وأن يتجنب الوقوع في فخ الاستهانة بالخصم، وأن يُركز على استغلال نقاط ضعف المنتخب اليمني، وأن يُقدم أفضل ما لديه من أجل تحقيق الفوز، والحفاظ على آماله في المنافسة على لقب "خليجي 26".
