في عالم كرة القدم، هناك أحلام تبدو وكأنها خرجت من سيناريو لعبة فيديو، مجرد أفكار يتبادلها المشجعون في نقاشات حماسية.
لكن ماذا لو كان أحد أكثر هذه السيناريوهات جنونًا يمتلك أساسًا واقعيًا؟ نتحدث هنا عن فكرة تجمع بين الإرث والموهبة والمستقبل في خط هجوم واحد: لامين يامال، جوهرة برشلونة الحالية، وبجواره كريستيانو رونالدو جونيور وتياغو ميسي، أبناء أسطورتين خاضا أشرس منافسة في تاريخ اللعبة.
السيناريو قد يبدو مستحيلًا، لكن القوانين والجغرافيا تقول إن هذا الحلم قد يصبح حقيقة تحت راية منتخب إسبانيا.
أساس الحلم.. كيف يمكن لهذا أن يحدث؟
إن حجر الزاوية في هذا التخيل هو المنتخب الإسباني "لا روخا"، لامين يامال، الذي حطم الأرقام القياسية كأصغر لاعب يمثل ويسجل لإسبانيا، هو بالفعل حاضر الفريق ومستقبله المؤكد.
أما القطعتان المتبقيتان في الأحجية، فتكمن أهليتهما في نشأتهما، وُلد تياغو ميسي في برشلونة عام 2012 وعاش فيها معظم سنوات طفولته، ما يمنحه قانونيًا حق تمثيل إسبانيا.
بالمثل، قضى كريستيانو جونيور سنوات تكوينه الكروي الأهم في مدريد (من 2010 إلى 2018) أثناء حقبة والده التاريخية مع ريال مدريد، وهذه الإقامة الطويلة تفتح له الباب لارتداء قميص المنتخب الإسباني.
مثلث هجومي يجمع كل شيء
تكتيكيًّا، ستكون هذه التوليفة مثيرة للدهشة، يامال يسيطر على الرواق الأيمن بمهاراته الفذة وقدرته على الاختراق وصناعة اللعب.
في المقابل، يُظهر كريستيانو جونيور، الذي يتدرج في أكاديميات عالمية، لمحات من حس والده التهديفي وقوته البدنية؛ ما يجعله مرشحًا مثاليًّا للعب كمهاجم صريح "رقم 9".
أما تياغو ميسي، فيبقى الغموض الأكبر، لكن إن ورث جزءًا بسيطًا من رؤية والده للملعب وقدرته على التمرير، فقد يشغل مركز المهاجم الوهمي أو صانع الألعاب المتقدم، ليكتمل بذلك مثلث هجومي يمتلك كل شيء: المهارة الفردية، القوة التهديفية، والإبداع.
أبعد من مجرد فريق.. رمزية توحيد الإرث
لكن القصة تتجاوز حدود الملعب لتصبح ظاهرة رمزية، تخيل أن إرث المنافسة الشرسة بين ميسي ورونالدو، التي قسمت العالم لعقد من الزمان، يتّحد في جيل جديد يدافع عن نالشعار ذاته.
سيكون ذلك بمثابة إعلان عن حقبة جديدة في كرة القدم، حيث يتحول الصراع إلى تعاون، وتجتمع أساطير الماضي لتصنع مجد المستقبل لفريق واحد.
بالنسبة للاتحاد الإسباني، سيكون هذا بمثابة حلم تسويقي وإعلامي لا يقدر بثمن، وسيجذب أنظار العالم بأسره نحو منتخبهم.
بين الحلم والواقع.. عقبات وتحديات
بالطبع، يبقى هذا السيناريو محفوفًا بالتحديات، العقبة الكبرى هي قرار اللاعبين أنفسهم؛ فهل سيفضل كريستيانو جونيور السير على خطى والده مع البرتغال؟ وهل سيختار تياغو ميسي تمثيل الأرجنتين، بطلة العالم؟ كما أن ضغط الألقاب والتوقعات سيكون هائلًا، فضلًا عن أنه لا يوجد ضمان بأن كليهما سيصل إلى المستوى العالمي الذي يؤهلهما للعب في منتخب بحجم إسبانيا.
في النهاية، يظل هذا السيناريو مجرد حلم يداعب خيال الملايين، فكرة أن نرى "يامال وميسي ورونالدو" في تشكيلة واحدة تبدو ضربًا من الخيال، لكنها تذكرنا بأن كرة القدم تترك دائمًا مساحة صغيرة للاحتمالات الأكثر جنونًا.