شهدت الجولة الثالثة من دور مجموعات كأس الخليج العربي مواجهة نارية جمعت بين المنتخبين العراقي والسعودي، انتهت بفوز "الأخضر" بنتيجة "3-1"، ليُقصي "أسود الرافدين" من البطولة.
ولكن ما الأسباب الحقيقية وراء هذه الهزيمة المدوية؟ هل كان لتصريحات يونس محمود، أسطورة المنتخب العراقي السابق، دورٌ في ذلك؟
دعونا نحلل مجريات المباراة ونستكشف العوامل التي أسهمت في هذه النتيجة.
تصريحات يونس محمود .. بداية العودة
لا شك أن تصريحات يونس محمود، التي قلل فيها من شأن المنتخب السعودي وضحكته الساخرة، أثارت حفيظة لاعبي "الأخضر" وجماهيره، وحفّزتهم على تقديم أداء قوي وتحقيق الفوز.
فبعد الخسارة المخيبة للآمال أمام البحرين، والتي أثارت التساؤلات بشأن مستوى "الأخضر" في البطولة، استطاع الرد بقوة وقلب تأخره بهدفين أمام اليمن إلى فوز مثير، ثم واصل صحوته بالفوز على العراق، ليؤكد أن تصريحات يونس محمود قد أيقظت "العملاق" السعودي ودفعته لتقديم أفضل ما لديه.
في المقابل، لا يمكن إغفال الضغط الهائل الذي سببته تصريحات يونس محمود على لاعبي المنتخب العراقي، فقد دخل اللاعبون المباراة وهم يحملون على عاتقهم عبء تلك التصريحات وإثبات قدرتهم على الفوز؛ ما أثر سلبًا في أدائهم، وربما جعلهم يلعبون بحذر مفرط، ويرتكبون أخطاءً فادحةً.
وبدلًا من التركيز على المباراة وتطبيق خطة اللعب، انشغل اللاعبون بتصرفات يونس محمود ورغبتهم في إثبات أنفسهم؛ ما أثر على تركيزهم وأدائهم داخل الملعب.
براعة رينارد التكتيكية
ولعبت قرارات هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، دورًا مهمًّا في حسم نتيجة المباراة، فقد اعتمد رينارد على تشكيلة متوازنة، جمعت بين الخبرة والشباب، وقام بإجراء تبديلات موفقة، كان أبرزها إشراك عبد الله الحمدان، لاعب الهلال، الذي سجل هدفي الفوز.
وهما بالمناسبة أول هدفين دوليين للنجم صاحب الـ25 سنة، ويُحسب لرينارد قدرته على توظيف لاعبيه بالشكل الأمثل واستغلال نقاط قوتهم، كما يتضح من إشراك الحمدان الذي أثبت أنه "جوكر" الفريق، وقادر على صناعة الفارق.
ونجح رينارد في قراءة المباراة بشكل جيد، من خلال:
تأخير ثنائي الارتكاز: قام بتأخير ناصر الدوسري ومحمد كنو في وسط الملعب لإغلاق المساحات أمام لاعبي المنتخب العراقي ومنعهم من شن هجمات مرتدة خطيرة، وهو ما أجبر المنتخب العراقي على اللعب على الأطراف وقلل من خطورة هجماتهم.
الضغط العالي: قام بتقديم خط الدفاع لتقليل المساحات بين الخطوط؛ ما صعَّب مهمة المهاجمين العراقيين في اختراق دفاعات "الأخضر"، وزاد فاعلية الضغط على حامل الكرة.
إستراتيجية جديدة في ركلات الجزاء: لاحظ المتابعون إستراتيجية جديدة للمنتخب السعودي في لعب ركلات الجزاء، حيث يمسك لاعب بالكرة حتى اللحظة الأخيرة، قبل أن يسددها لاعب آخر، كما حدث أمام البحرين والعراق؛ ما يشتت تركيز حارس المرمى ويزيد فرص تسجيل الهدف.
ويبدو أن هذه الإستراتيجية مدروسة ومُخطط لها بعناية، من قبل الجهاز الفني، بهدف كسب الأفضلية النفسية على الخصم وإرباك حارس المرمى.
الخلاصة
ختامًا، يمكن القول إن تصريحات يونس محمود قد أسهمت بشكل غير مباشر في هزيمة المنتخب العراقي، حيث زادت الضغط على اللاعبين وأيقظت "العملاق" السعودي.
كما لعبت قرارات هيرفي رينارد الذكية دورًا حاسمًا في تحقيق الفوز، ليؤكد "الأخضر" جاهزيته للمنافسة بقوة على لقب كأس الخليج.