يبدو أن الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو عقد العزم على أن يكون موسمه المقبل مع نادي النصر السعودي استثنائيًّا بكل المقاييس.
فبعد فترة غير مسبوقة في مسيرته الاحترافية خلت من الألقاب الكبرى لموسمين ونصف الموسم، يُظهر "الدون" عزمًا وإصرارًا وكأن مسيرته الكروية بأكملها على المحك.
هذه الرغبة الجامحة لا تظهر في تصريحاته فحسب، بل في أفعال ومواقف تحولت إلى إشارات واضحة على أنه لن يقبل بأقل من موسم تاريخي.
1. شروط تجديد العقد: شريك في القرار
لم يكن تجديد عقد رونالدو مع النصر حتى عام 2027 مجرد صفقة مالية ضخمة، بل كان بمثابة تأسيس لمرحلة جديدة يكون فيها شريكًا أساسيًّا في المشروع الرياضي.
التقارير العالمية أكدت أن العقد الجديد يمنح رونالدو امتيازات تتجاوز كونه لاعبًا، بما في ذلك نسبة من ملكية النادي، وهو ما يفسر تدخله المباشر في القرارات الرياضية وسعيه لفرض عقلية احترافية صارمة.
2. مكالمة جواو فيليكس: قوة إقناع القائد
لعب رونالدو دورًا حاسمًا في إقناع مواطنه جواو فيليكس بالانضمام إلى "العالمي"، ففي الوقت الذي كانت فيه وجهة فيليكس نحو بنفيكا البرتغالي، كشفت المصادر أن مكالمة هاتفية من رونالدو كانت كفيلة بتغيير دفة المفاوضات، حيث شرح له مشروع النصر الطموح وأهمية وجوده فيه، مؤكدًا أنه لا يبني فريقًا للمستقبل فحسب، بل يريد النجاح الفوري.
3. طائرة خاصة لتسريع الصفقات
لم يكتفِ رونالدو بالكلمات، بل استخدم إمكانياته اللوجستية لخدمة الفريق، ففي خطوة تعكس مدى حرصه على سرعة إنجاز الأمور، أرسل طائرته الخاصة لنقل جواو مباشرة إلى معسكر الفريق في النمسا.
هذا التصرف يدل على رفضه للروتين والبيروقراطية ورغبته في حسم الأمور بنفسه لضمان انسجام اللاعب الجديد مع الفريق في أسرع وقت ممكن.
4. ثورة ضد الفوضى في المعسكر
الانضباط والتركيز هما عنوان النجاح بالنسبة لرونالدو. لذلك، لم يتردد في إظهار استيائه الشديد من الأجواء الفوضوية التي أحاطت بمعسكر الفريق في النمسا، من تجمهر مستمر للمعجبين وإزعاج في مقر الإقامة.
غضب رونالدو وصل إلى حد التهديد بمغادرة المعسكر، في رسالة واضحة للجميع بأن وقت العمل لا يحتمل أي تهاون أو تشتيت.
5. محادثات مبكرة مع جيسوس
قبل حتى الإعلان الرسمي عن تولي جورجي جيسوس تدريب الفريق، كان رونالدو على تواصل مع المدرب البرتغالي. التقارير أشارت إلى أن "الدون" شرح لجيسوس بيئة النادي والمشروع الرياضي، ولعب دورًا في إقناعه بالقدوم.
هذا التواصل المبكر يؤكد رغبة رونالدو في بناء علاقة قوية ومباشرة مع العقل المدبر للفريق، لضمان أن تكون الرؤى متوافقة والأهداف موحدة منذ البداية.
6. الإعداد لكأس العالم 2026: الهدف الأسمى
كل هذا التركيز الشديد لا ينبع فقط من رغبته في تحقيق المجد مع النصر، بل هو جزء من خطة أكبر وأكثر طموحًا، الوصول إلى كأس العالم 2026 في أفضل حالة فنية وبدنية ممكنة.
يدرك رونالدو، الذي سيبلغ 41 عامًا وقتها، أن الطريق إلى المونديال يمر حتمًا عبر بوابة التألق مع ناديه، فموسم تاريخي مليء بالأهداف والبطولات مع النصر هو رسالته الأقوى لمدرب المنتخب البرتغالي بأنه لا يزال الرقم الصعب، وأنه قادر على قيادة هجوم بلاده في المحفل العالمي للمرة السادسة في إنجاز غير مسبوق.
لذا، فإن كل مجهود يبذله وكل هدف يسجله ليس للنصر فقط، بل هو استثمار مباشر في حلمه الأخير لرفع الكأس الأغلى في مسيرته.