يستهل نادي ريال مدريد الإسباني موسمه الجديد 2025-2026 بأجواء مشحونة، ليس فقط داخل المستطيل الأخضر، بل خارجه أيضاً.
فمع قرب انطلاقة الليغا، يجد النادي الملكي نفسه في مواجهة مبكرة مع رابطة الدوري ولجنة الحكام، في صدام غذّته ثلاث أزمات رئيسية تهدد بفرض ضغوط هائلة على الفريق منذ البداية، وتنذر بموسم مليء بالتوتر والجدل.
رفض قاطع لطلب التأجيل
الأزمة الأولى تمثلت في الرفض القاطع من قبل رابطة الدوري الإسباني لطلب ريال مدريد تأجيل مباراته الافتتاحية في البطولة أمام فريق أوساسونا.
واستند طلب النادي الملكي إلى ضرورة منح لاعبيه قسطاً إضافياً من الراحة بعد مشاركتهم في بطولة كأس العالم للأندية 2025 بنظامها الجديد والموسع، والتي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال فصل الصيف.
هذا القرار الصارم من "لا ليغا"، والذي بررته بضرورة الحفاظ على نزاهة وجدولة المسابقة، قوبل باستياء شديد داخل أسوار "سانتياغو برنابيو"، حيث اعتبره النادي تجاهلاً تاماً للمجهود الكبير الذي بذله لاعبوه دولياً، ووضْعَاً للفريق في موقف صعب بدنياً منذ الأمتار الأولى للموسم.
لجنة حكام جديدة تحت المجهر
وتأتي الأزمة الثانية لتزيد من تعقيد المشهد، وتتمثل في التغييرات الجذرية التي طرأت على لجنة الحكام الإسبانية.
فبعد موسم ماضٍ حفل بانتقادات واسعة للأداء التحكيمي، تم تغيير رأس الهرم في اللجنة الفنية للحكام، مع وعود بإصلاحات شاملة تهدف لرفع مستوى الشفافية والعدالة.
إلا أن هذه اللجنة الجديدة تجد نفسها تحت ضغط هائل لإثبات استقلاليتها وعدم انحيازها لأي طرف، خاصة بعد سنوات من الاتهامات المتبادلة بين الأقطاب الكبرى.
ويرى محللون أن هذه الرغبة في إظهار الحياد قد تدفع الحكام الجدد إلى اتخاذ قرارات أكثر صرامة وحذراً في المباريات التي يكون ريال مدريد طرفاً فيها، لتجنب أي اتهامات بمحاباة النادي الملكي، وهو ما قد يخلق حالة من التوتر الدائم بين اللاعبين وقضاة الملاعب.
شبح الإرهاق يهدد الفريق
أما الأزمة الثالثة، فهي نتاج مباشر للمشاركة المنهكة في كأس العالم للأندية، فعلى الرغم من العوائد المالية الكبيرة التي حققها النادي من البطولة، إلا أن شبح الإرهاق والإصابات العضلية بات يلوح في الأفق.
فمع موسم محلي طويل وشاق، ودوري أبطال أوروبا الذي يمثل أولوية قصوى، فإن وصول اللاعبين الأساسيين إلى حالة من الإجهاد البدني والذهني في وقت مبكر من الموسم يمثل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، وتؤثر بشكل مباشر على قدرة الفريق على المنافسة على جميع الجبهات.
هذا الإرهاق المتوقع يضع المدرب تشابي ألونسو وجهازه الفني في تحدٍ كبير لإدارة وتدوير اللاعبين بالشكل الأمثل لتجنب السقوط في فخ الإصابات الذي قد يعصف بآمال الفريق.
في المحصلة، يجد ريال مدريد نفسه في قلب عاصفة مبكرة، تجمع بين صراع إداري مع رابطة الدوري، وضغط نفسي محتمل من لجنة حكام جديدة، وتحدٍ بدني هائل للاعبيه.
وستكون الأسابيع الأولى من الموسم حاسمة لكشف مدى قدرة النادي الملكي على التعامل مع هذه الأزمات المتشابكة، وتجاوز هذا الصدام المبكر مع حكام ومؤسسات الكرة الإسبانية.