محمد بن زايد يؤكد دعم الإمارات لجميع الإجراءات التي تتخذها قطر للحفاظ على سيادتها
تتجدد المطالبات بضم كريستيانو رونالدو لصفوف ريال مدريد مع كل فترة انتقالات، خاصةً قبل البطولات الكبرى مثل كأس العالم للأندية.
هذه المطالبات، التي غالبًا ما تأتي من شريحة من جماهير النادي التي تحمل حنينًا جارفًا لفترة ذهبية قاد فيها الدون الفريق نحو المجد، تصطدم بواقع مغاير تمامًا داخل أروقة النادي الملكي.
فرغم الإنجازات الأسطورية التي حققها رونالدو بقميص الميرنغي، إلا أن هناك أسبابًا منطقية وعملية وراء رفض ريال مدريد القاطع لعودته، لا سيما في هذه المرحلة.
التقدم في العمر وتأثيره على الأداء
أول وأبرز هذه الأسباب هو عامل العمر. كريستيانو رونالدو يبلغ من العمر الآن 40 عامًا، وهو عمر يعتبر متقدمًا جدًا في عالم كرة القدم الاحترافية، خاصة للاعب يعتمد بشكل كبير على القوة البدنية والسرعة في مركزه.
ريال مدريد، كأحد أكبر الأندية في العالم، يسعى دائمًا للتعاقد مع لاعبين في أوج عطائهم أو لديهم القدرة على التطور لسنوات قادمة.
ضم لاعب بهذا العمر، حتى لو كان رونالدو، يتعارض مع هذه الفلسفة، ويحمل في طياته مخاطر كبيرة تتعلق باللياقة البدنية، تكرار الإصابات، وتراجع مستوى الأداء العام على مدار موسم طويل ومليء بالمنافسات.
@eremnewsofficial سر بنيته القوية.. ما هو الطبق "الغريب" الذي لا يستغني عنه رونالدو؟ #إرم_نيوز #ronaldo
♬ original sound - Erem News - إرم نيوز - Erem News - إرم نيوز
التحرر من التبعية والتركيز على اللعب الجماعي
لا شك أن كريستيانو رونالدو كان محور كل شيء في ريال مدريد خلال فترة وجوده. كان الفريق يلعب بشكل كبير حوله، وتُصمم الخطط التكتيكية لخدمته وتوفير أكبر عدد من الفرص له.
هذا النوع من "التبعية" أثبت نجاحه في تلك الحقبة، لكن رحيل رونالدو أتاح لريال مدريد فرصة لإعادة بناء الفريق على أسس أكثر جماعية وتنوعًا.
النادي أخذ بعض الوقت للتخلص من هذه التبعية للاعب واحد، وأصبح يعتمد على منظومة متكاملة يتقاسم فيها اللاعبون الأدوار والمسؤوليات الهجومية. عودة رونالدو قد تعيد الفريق إلى نقطة الصفر، وتجبر المدرب على إعادة تشكيل المنظومة بأكملها لخدمة نجم واحد، وهو ما لا يتناسب مع التطور الحالي للفريق وخططه المستقبلية.
الحاجة إلى عناصر شابة تخدم فلسفة "الضغط العالي"
فلسفة اللعب الحديثة في ريال مدريد، تحت قيادة المدرب الجديد تشابي ألونسو ستركز بشكل كبير على الضغط العالي واستعادة الكرة في أقرب نقطة من مرمى الخصم.
هذا يتطلب لاعبين يتمتعون بلياقة بدنية خارقة، وسرعة في التحرك، وقدرة على الركض المتواصل طوال 90 دقيقة. مع التقدم في العمر، من الطبيعي أن تتأثر قدرة رونالدو على المشاركة بفعالية في هذا الجانب من اللعب، مما قد يخلق ثغرة في المنظومة الدفاعية للفريق.
ريال مدريد يبني فريقًا للمستقبل، يستقطب المواهب الشابة مثل فينيسيوس جونيور ورودريغو وبيلينغهام، القادرين على تطبيق هذه الفلسفة وتقديم أداء بدني مكثف. ضم رونالدو سيعيق هذا التوجه، ويفرض تنازلات تكتيكية قد تؤثر على الأداء العام للفريق.
الأعباء المالية وخطط التعاقدات المستقبلية
على الرغم من أن رونالدو قد يكون على استعداد لخفض راتبه، إلا أن ضم لاعب بقيمته السوقية الهائلة، حتى لو على سبيل الإعارة أو بعقد قصير، سيكلف النادي مبالغ طائلة من حيث الراتب والحوافز.
ريال مدريد يتبع سياسة مالية حكيمة، ويسعى للحفاظ على هيكله المالي سليمًا تحسبًا لتعاقدات ضخمة ومستقبلية مع نجوم صغار السن، مثل إيرلينج هالاند، الذين يمثلون مستقبل كرة القدم لسنوات قادمة. إنفاق جزء كبير من الميزانية على لاعب في نهاية مسيرته لن يكون قرارًا حكيمًا من الناحية الاقتصادية.
تجنب تكرار "صدمة النهاية"
أخيرًا، ربما يفضل ريال مدريد تجنب تكرار سيناريو "النهاية الحزينة" لعلاقة اللاعب بالنادي. رحيل رونالدو في عام 2018 لم يكن سلسًا تمامًا، وقد تخللته بعض التوترات والشائعات.
النادي لا يرغب في المخاطرة بعودة لاعب أيقوني قد لا يقدم نفس المستوى الأسطوري، مما قد يؤثر على مكانته التاريخية لدى الجماهير، ويخلق حالة من خيبة الأمل.
ريال مدريد يفضل أن تبقى ذكرى كريستيانو رونالدو في أوجها، كرمز للعظمة والانتصارات، دون تشويهها بمرحلة أخيرة قد لا تكون بنفس الروعة.
في الختام، وعلى الرغم من الحنين الجماهيري، فإن قرار ريال مدريد بعدم ضم كريستيانو رونالدو يستند إلى رؤية عقلانية ومستقبلية، تضع مصلحة النادي واستقراره على المدى الطويل فوق أي اعتبارات عاطفية.