في خطوة قد تمثل إحدى مفاجآت سوق الانتقالات، بدأ اسم المهاجم الكونغولي يوان ويسا، نجم نادي برينتفورد الإنجليزي، يتردد بقوة داخل أروقة نادي النصر السعودي.
ومع تزايد الأنباء عن اهتمام "العالمي" بضمه، يعود للواجهة الحديث عن مسيرة اللاعب المليئة بالدراما الكروية والمآسي الشخصية، والتي تتجاوز بكثير ما يحدث داخل المستطيل الأخضر.
الهدف الذي كلف صلاح لقب الدوري
قد لا يتذكر الكثيرون اسمه مباشرة، لكن ذاكرة جماهير ليفربول، وعلى رأسهم النجم المصري محمد صلاح، تحمل له ذكرى مريرة من موسم 2021-2022.
في ذلك الموسم، كان الصراع على لقب الدوري الإنجليزي محتدماً بين ليفربول ومانشستر سيتي حتى الجولة الأخيرة، وفي الأسبوع السادس من البطولة، استضاف برينتفورد الصاعد حديثاً، آنذاك، فريق ليفربول في مباراة مجنونة.
وبينما كانت النتيجة تشير للتعادل 1-1، تقدم محمد صلاح لليفربول بهدف ثانٍ، وبعدها وصلت المباراة لتقدم ليفربول بثلاثة أهداف لهدفين، لكن في الدقيقة 82 نجح يوان ويسا في خطف هدف التعادل القاتل لفريقه لتنتهي المباراة بنتيجة 3-3.
النقطتان اللتان أهدرهما ليفربول في تلك الليلة كانتا حاسمتين في نهاية الموسم، حيث تُوج مانشستر سيتي باللقب بفارق نقطة واحدة فقط، ليحرم ويسا ورفاقه فريق صلاح من لقب كان في المتناول.
ليلة الرعب.. هجوم بالأسيد ومحاولة خطف
لكن الدراما الكروية التي صنعها ويسا لا تقارن بالمأساة الإنسانية التي نجا منها بأعجوبة. فقبل أسابيع قليلة من انتقاله إلى برينتفورد في صيف 2021، بينما كان لا يزال في فرنسا، تعرّض لحادث مروع كاد ينهي مسيرته وحياته.
طرقت امرأة مجهولة بابه متظاهرة بأنها من أشد المعجبين وتطلب توقيعه. وببراءة، لبَّى ويسا طلبها، لكن في لحظة غدر، ألقت المرأة حمضًا حارقًا مباشرة على وجهه وعينيه، في محاولة يُعتقد أنها كانت تهدف إلى إحداث فوضى لاختطاف طفلته الرضيعة.
من حافة العمى إلى التألق في الملاعب
نُقل ويسا على الفور إلى المستشفى مصاباً بحروق خطيرة، ودخل في دوامة من الشك والخوف. شكك الأطباء في قدرته على العودة لممارسة كرة القدم مرة أخرى، بل وكان الخطر الأكبر هو احتمالية فقدانه لبصره بشكل دائم.
خضع لعملية جراحية دقيقة وحرجة في عينيه، تبعتها عملية تجميلية لإصلاح الأضرار التي لحقت بوجهه. وبقوة إرادة أسطورية، كانت عملية شفائه أسرع مما توقعه الجميع، ليعود إلى الملاعب بعد أشهر قليلة فقط، متحدياً كل التوقعات والآلام.
يتميز ويسا بالسرعة الفائقة، والقدرة على اللعب كمهاجم صريح أو كجناح، بالإضافة إلى إنهائه الحاسم للهجمات، وهو ما جعله قطعة أساسية في تشكيلة برينتفورد، وهدافاً مهماً لمنتخب الكونغو الديمقراطية.
مقاتل في العالمي.. صفقة تتجاوز كرة القدم
إن صحت أنباء انتقاله للنصر، فلن يكون "العالمي" قد تعاقد مع مجرد مهاجم مميز، بل مع لاعب يمتلك شخصية فولاذية، وروح مقاتل نجا من محاولة قتل وفقدان للبصر، وحرم أحد أقوى فرق العالم من لقب تاريخي.
قصة ويسا هي شهادة على أن الإصرار والعزيمة يمكن أن يتغلبا على أحلك الظروف، وهي الصفات التي قد يحتاجها النصر في رحلته نحو الألقاب.