رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
رغم أن لوحة النتيجة تشير إلى حصول المنتخب السعودي على النقاط الثلاث في مستهل مشواره ببطولة كأس العرب بعد فوزه على شقيقه العماني، ورغم أن البدايات دائماً ما تكون صعبة ومحفوفة بالمخاطر، إلا أن الفرحة بهذا الانتصار لا يجب أن تحجب الرؤية عن الجهاز الفني بقيادة الفرنسي هيرفي رينارد، ليس كل ما يلمع ذهباً، وليس كل فوز يعني أن الأداء كان مثالياً؛ فالمباراة كشفت عن وجه آخر للأخضر قد يكلفه الكثير في الأدوار المتقدمة إذا لم يتم تداركه فوراً.
الشارع الرياضي السعودي يعيش نشوة الفوز الافتتاحي، وهو حق مشروع، لكن القراءة الفنية المتأنية لمجريات التسعين دقيقة تطلق جرس إنذار مبكر.
المنتخب العماني لم يكن صيداً سهلاً، بل كان نداً قوياً كشف عورات دفاعية وتكتيكية واضحة في جسد الأخضر. وقبل الصدام الكبير القادم، نضع على طاولة رينارد 4 ثغرات قاتلة يجب علاجها فوراً لتجنب سيناريو كارثي قد يهدد الحلم العربي.
1. بطء الارتداد.. شوارع خلف الأظهرة
الأزمة الأبرز التي ظهرت بوضوح هي البطء الشديد في التحول من الحالة الهجومية للدفاعية، يعتمد المنتخب السعودي على تقدم الأظهرة للمساندة الهجومية، وهي ميزة مطلوبة، ولكن الكارثة تكمن في غياب التغطية من لاعبي محور الوسط.
عندما تُقطع الكرة، يجد الخصم مساحات شاسعة خلف الظهيرين، ولا يقوم لاعبو الوسط بالسرعة الكافية لملء هذه الفراغات أو عمل التغطية العكسية. هذا البطء جعل مرمى الأخضر مهدداً في أكثر من هجمة مرتدة، ولو امتلك الخصم سرعات أكبر لكانت النتيجة مغايرة تماماً.
2. التمركز الدفاعي.. الوقفة الخاطئة تكلف
الهدف الذي سكن الشباك السعودية لم يكن مجرد مهارة من الخصم، بل نتاج خطأ متكرر في التمركز الدفاعي أثناء الكرات العرضية، ظهر عمق الدفاع السعودي في حالة من الارتباك، وسوء تمركز واضح في مراقبة المهاجمين داخل الصندوق.
التمركز غير السليم للمدافعين يمنح مهاجمي الخصم أجزاء من الثانية تكون كافية للتسجيل، وهو ما حدث بالفعل. في بطولة مجمعة مثل كأس العرب، تُحسم المباريات الكبرى بالتفاصيل الصغيرة، والكرات الثابتة أو العرضية هي سلاح فتاك لا يحتمل هذا النوع من الهفوات الساذجة.
3. منتخب سالم.. خطر الاعتماد على الفرديات
لا يختلف اثنان على قيمة "التورنيدو" سالم الدوسري كأحد أفضل اللاعبين في القارة، ولكن أن يصبح هو الحل الوحيد وشريان الحياة الأوحد للهجوم السعودي، فهذا مؤشر خطر.
ظهر جلياً أنه عندما يغيب سالم عن مستواه أو يتعرض لرقابة لصيقة، يصاب الهجوم السعودي بالشلل التام وتغيب الحلول الجماعية. الاعتماد الكلي على المهارات الفردية لسالم لفك طلاسم الدفاعات هو سلاح ذو حدين؛ فإذا لم يكن سالم في يومه، يقف الفريق عاجزاً. رينارد مطالب بتنويع مصادر الخطورة وخلق جمل تكتيكية لا تعتمد مركزياً على لاعب واحد مهما كانت قيمته.
4. الخداع البصري.. رعونة الخصم هي السبب
لنتحدث بصراحة، الفوز جاء في جزء كبير منه ليس لصلابة الدفاع السعودي، بل لرعونة مهاجمي عمان وسوء الحظ الذي لازمهم، المنتخب العماني وصل لمرمى الأخضر في مناسبات عديدة وخطيرة، وكان بإمكانه تسجيل أكثر من هدف لولا غياب اللمسة الأخيرة.
الرهان على إهدار الخصم للفرص ليس خطة لعب؛ ففي المباريات القادمة، ومع مواجهة منتخبات تمتلك مهاجمين قناصين، لن تتكرر هذه الهدايا. الدفاع السعودي كان مخترقاً، وهذه الحقيقة لا يجب أن يغطيها بريق الثلاث نقاط.