ترامب: ستكون هناك عمليات مصادرة إضافية لناقلات نفط فنزويلية
في ليلة حبست أنفاس الملايين من المحيط إلى الخليج، استضاف استاد لوسيل فصلاً درامياً جديداً من فصول الكرة العربية.
وبينما كان المنتخب الأردني "النشامى" قاب قوسين أو أدنى من كتابة تاريخ جديد، واحتضان الكأس لأول مرة، استيقظ الجميع على واقع مغاير بعد فوز المغرب بنتيجة 3-2 في الأشواط الإضافية.
لم تكن الخسارة مجرد سوء حظ، بل كانت نتيجة الوقوع في "فخ مغربي" نُصب بإحكام، ساعدت في نجاحه 5 أخطاء قاتلة ارتكبها الجانب الأردني.
1. هزة هدف طنان: بعثرة الأوراق المبكرة
دخل المنتخب الأردني اللقاء بتركيز دفاعي عالٍ، لكن هذا التركيز تبخر تماماً في الدقيقة الرابعة. هدف أسامة طنان الصاعق من تسديدة بعيدة المدى لم يهز الشباك فحسب، بل هز ثقة اللاعبين بأنفسهم.
هذا الهدف المبكر جداً أربك الحسابات التكتيكية لمدرب الأردن الذي اضطر لتغيير نهجه المتحفظ للبحث عن التعادل، مما كشف مساحات في الخلف حاول المغاربة استغلالها طوال الشوط الأول.
2. التراجع الدفاعي المبكر: "الركن" القاتل
بعد أن نجح النشامى في قلب الطاولة والتقدم بنتيجة 2-1 في الشوط الثاني، ارتكب الفريق الخطأ الإستراتيجي الأكبر. بدلاً من استغلال الارتباك المغربي والضغط لتسجيل هدف ثالث يقتل المباراة، قرر الدفاع الأردني التراجع بشكل مبالغ فيه.
التراجع الكلي إلى حدود منطقة الجزاء منح لاعبي المغرب السيطرة المطلقة على الكرة، وسمح لهم بشن هجمات متتالية وضعت الدفاع الأردني تحت ضغط بدني وذهني رهيب لم يصمد أمامه طويلاً.
3. إهدار رصاصة الرحمة: كرة علوان الضائعة.
في الدقيقة 96، وبينما كانت أنفاس الجماهير تتصاعد، انفرد علي علوان بالمرمى المغربي في فرصة كانت كفيلة بإنهاء كل شيء وتتويج الأردن رسمياً. لكن إهدار هذه الفرصة المحققة كان نقطة التحول النفسي في المباراة.
في مباريات الكؤوس، "من لا يسجل يستقبل"، وهذا ما حدث بالضبط؛ فبدلاً من الاحتفال بالفوز، منح هذا الضياع المنتخب المغربي "قبلة الحياة" للعودة بقوة في الأشواط الإضافية.
4. غياب الرقابة على حمد الله: ترك الأسد وحيداً.
لا يحتاج مهاجم بقيمة عبد الرزاق حمد الله لأكثر من ثانية واحدة ليسجل، فكيف إذا وُجد في مساحة خالية تماماً؟ الخطأ الرابع كان غياب الرقابة اللصيقة على "الساحر" المغربي.
في هدف التعادل القاتل وهدف الفوز، تحرك حمد الله بحرية غريبة داخل منطقة الجزاء دون مضايقة من قلبي الدفاع. هذا السهو الدفاعي كلف الأردن لقباً كان في المتناول، حيث استغل حمد الله أنصاف الفرص ليثبت أن خبرة السنين تتفوق أحياناً على حماس الشباب.
5. تأخر التغييرات: دكة البدلاء الغائبة
عندما بدأ الإرهاق يظهر على لاعبي الوسط الأردني أمام الاندفاع المغربي، كان من المفترض تدخل الجهاز الفني لإجراء تغييرات تكتيكية تمتص حماس "أسود الأطلس".
لكن تأخر التغييرات جعل الفريق يبدو عاجزاً عن استعادة التوازن في الدقائق العشر الأخيرة من الوقت الأصلي وبداية الشوط الإضافي.
لم تتدخل الدكة لضخ دماء جديدة تعيد الحيوية للمرتدات، مما جعل الفريق ينهار بدنياً أمام البدلاء المغاربة الذين صنعوا الفارق.