ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
لسنوات طويلة، كان المنتخب السعودي يعيش تحت ظل رجل واحد عندما يتعلق الأمر بالحسم والشخصية القيادية في أصعب اللحظات؛ هذا الرجل هو سالم الدوسري.
"التورنيدو" لم يكن مجرد لاعب موهوب، بل كان المنقذ الذي تُبنى عليه الآمال، والرجل الذي يحمل راية الفريق في المحافل الكبرى.
لكن الراية لا تبقى في يد واحدة إلى الأبد، ومع اقتراب كأس العرب 2025، وبداية الإعداد لمونديال 2026، كان السؤال الأكبر الذي يؤرق الفرنسي هيرفي رينارد والشارع السعودي هو: من سيحمل الراية بعد سالم؟
الجلاد الذي كسر التبعية
الإجابة بدأت تلوح في الأفق في ليلة جدة الودية، الهدف الذي سجله صالح أبو الشامات في الدقيقة السابعة ليقود السعودية للفوز على كوت ديفوار (1-0)، لم يكن مجرد هدف في مباراة ودية، بل كان طَرقا عنيفا على باب القيادة.
ما فعله أبو الشامات كان أكثر من مجرد تسجيل هدف، لقد كسر الاعتمادية، لسنوات، كان الأخضر ينتظر سالم الدوسري ليفعل شيئًا، ليراوغ، ليسدد، ليحصل على ركلة جزاء. هذا الاعتماد خلق هشاشة نفسية للفريق في غياب "التورنيدو". أبو الشامات، بجرأته في الدقائق الأولى وحسمه للمباراة، أرسل رسالة واضحة: لست بحاجة للانتظار، أنا هنا. إنه يُقدم نفسه كجلاد جديد، كرجل لا يخشى تحمل المسؤولية.
راية أثقل من رجل واحد
لكن هل أبو الشامات هو القائد الجديد؟ ربما ليس وحده. راية سالم الدوسري أصبحت أثقل من أن يحملها لاعب واحد. ما نراه الآن ليس استبدال قائد بقائد، بل توزيع لميراث القيادة.
المنتخب السعودي يعثر أخيرا على جيل جديد من القادة، كلٌ في موقعه. عبد الرحمن غريب يمثل القائد الفني والمبدع، العقل المدبر الذي يربط الخطوط، فراس البريكان هو القائد الهجومي، الثعلب الذي يترجم مجهود الفريق إلى أهداف.
سعود عبد الحميد هو القائد البدني، المحرك الذي لا يهدأ ويمثل الروح الجديدة. والآن، ينضم إليهم صالح أبو الشامات كالقائد الحاسم، الرجل الذي يمتلك شخصية إنهاء المباريات.
نعم، عثر المنتخب السعودي على القائد الجديد، لكن هذا القائد ليس شخصا واحدا، بل هو شخصية جماعية لهذا الجيل. سالم الدوسري كان الزعيم الأوحد، واليوم هو الأب الروحي الذي يتسلم منه أبو الشامات وغريب والبريكان الراية، لقد أثبت "الأخضر" أنه لم يعد فريق النجم الواحد، بل أصبح فريقا من النجوم القادة.