مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
لو قُدّر للأسطورة كريستيانو رونالدو أن يختار كرات القرعة بيده، لما استطاع رسم سيناريو أكثر مثالية مما أسفرت عنه قرعة الأمس، لقد وضعت منتخب البرتغال في المجموعة الحادية عشرة برفقة كولومبيا، أوزبكستان، والفائز من الملحق العالمي.
هذه ليست مجرد مجموعة "في المتناول"؛ بل هي هدية القدر لـ"صاروخ ماديرا" ليكتب الفصل الأخير من أسطورته المونديالية بأفضل سيناريو ممكن.
الواقع الرقمي والفني يؤكد أن رونالدو قد حقق أول انتصاراته في مونديال 2026 قبل أن تلمس قدماه أرض الملعب، وذلك لعدة اعتبارات جوهرية تجعل من هذه المجموعة "المفتاح السحري" لحلم اللقب:
صدارة مضمونة.. وتفادي "فخ البدايات"
على الورق، ومع كامل التقدير للمنتخب الكولومبي، فإن الفوارق الفنية تبدو شاسعة لصالح "برازيل أوروبا".
يدخل المنتخب البرتغالي البطولة كمرشح فوق العادة، ووقوعه مع منتخبات مثل أوزبكستان أو الصاعد من الملحق يجعل مسألة حسم صدارة المجموعة أمرا شبه محسوم منطقيا.
تكمن أهمية هذا العامل في تجنب "فخ البدايات" الذي طالما عصفت رياحه بمنتخبات كبرى. البدء في مجموعة معقدة يدخل الفريق في دوامة من الحسابات والضغط النفسي الذي قد يؤدي للإقصاء المبكر أو الصعود بشق الأنفس مع اهتزاز في الثقة. هذه المرة، يمتلك رونالدو طريقا ممهدا نحو دور الـ32 وهو يعتلي القمة برأس مرفوع
فرصة ذهبية لتعزيز "الغلة التهديفية"
رونالدو يتنفس الأهداف، ووجوده أمام دفاعات تفتقر للخبرة المونديالية الكبيرة هو فرصة لا تعوض لافتتاح البطولة بسجل تهديفي مرعب.
تسجيل هدفين أو ثلاثة في دور المجموعات سيقحم "الدون" فورا في سباق الحذاء الذهبي، وهو الوقود الذي يحتاجه رونالدو لتقديم أفضل ما لديه، هذه المباريات ستسمح له باللعب بأريحية كبيرة، والتسديد، والاستعراض، بعيدا عن التوتر المصاحب للمباريات المغلقة التي يحسمها "نصف فرصة".
ادخار الطاقة لمعارك "كسر العظام"
لعل أخطر تحديات كأس العالم بنسخته الموسعة هو الاستنزاف البدني؛ أي أن تبدأ البطولة بمواجهات نارية في المجموعات ثم وصولك للأدوار الإقصائية بطاقة مستنفدة.
السيناريو الحالي يمنح المدرب روبيرتو مارتينيز رفاهية تطبيق سياسة "التدوير"، وربما إراحة رونالدو نفسه في أجزاء من المباريات بعد تأمين النتيجة.
هذا يعني وصول البرتغال إلى دور الـ32 ثم الـ16 بكامل الجاهزية البدنية والذهنية، وهي ميزة تنافسية كبرى أمام خصوم سيخرجون منهكين من مجموعات أخرى أكثر شراسة.
الزخم المعنوي.. ورسالة رعب للخصوم
في عالم كرة القدم، لا شيء يرهب الخصوم أكثر من فريق يتأهل بالعلامة الكاملة (9 نقاط) وبحصيلة تهديفية غزيرة. هذه البداية القوية ستخلق "هالة" حول المنتخب البرتغالي، وتجعل أي خصم في الأدوار الإقصائية يعيد حساباته ألف مرة قبل المواجهة.
رونالدو بحاجة لهذه الانطلاقة القوية ليبعث برسالة واضحة للعالم: "أنا هنا من أجل الكأس، وليس من أجل التكريم الشرفي".
الخلاصة
هذه المجموعة هي بمثابة "مدرج الإقلاع" المثالي للطائرة البرتغالية. الطريق ممهد، العقبات محدودة، والضغوط في أدنى مستوياتها.
إذا كان هناك سيناريو درامي لختام مسيرة أعظم هداف في التاريخ، فقد بدأ بالفعل من بوابة كولومبيا وأوزبكستان.. والكرة الآن في ملعب رونالدو ورفاقه.