مع دخول فترة الانتقالات الصيفية مراحلها الحاسمة، لا يزال الصمت يخيم على ملف المهاجم الجديد في نادي الهلال السعودي، تاركًا الجماهير في حالة من الترقب والقلق.
فعلى الرغم من الأسماء الرنانة التي ارتبطت بالزعيم، لم تنجح الإدارة حتى هذه اللحظة في حسم صفقة من العيار الثقيل لتعزيز الخط الأمامي، استعدادًا للموسم المقبل الحافل بالتحديات.
هذا الفشل المتكرر في إتمام التعاقدات في مركز رأس الحربة يطرح تساؤلات جدية حول الأسباب التي تقف عائقًا أمام طموحات النادي الكبيرة.
شهد الميركاتو الصيفي الحالي ارتباط اسم الهلال بالعديد من المهاجمين البارزين في الملاعب الأوروبية، إلا أن المفاوضات باءت بالفشل واحدة تلو الأخرى.
البداية كانت مع الحلم النيجيري فيكتور أوسيمين، نجم نابولي الإيطالي، الذي كان على رأس قائمة المطلوبين. ورغم المحاولات الحثيثة وتقديم عروض مالية ضخمة، قوبلت مساعي الهلال بالرفض.
لم ييأس الهلال، وتكرر السيناريو مع المهاجم السويدي المتألق فيكتور غيوكيريس، هداف سبورتنغ لشبونة. وعلى الرغم من أن الزعيم وجه أنظاره نحوه كبديل مثالي، إلا أن اللاعب فضل الانتقال إلى وجهة أوروبية أخرى.
القائمة تطول لتشمل الهداف الغيني سيرهو غيراسي مهاجم بروسيا دورتموند، والإيطالي مويس كين لاعب فيورنتينا، وزميله الصربي دوشان فلاهوفيتش، لكن مصير كل هذه المفاوضات لم يختلف عن سابقاتها، حيث اصطدمت طموحات الهلال بواقع معقد.
تحليل أسباب الفشل.. عقبات متداخلة في طريق الزعيم
عند تحليل أسباب هذا التعثر المتكرر، نجد أنها ليست سببًا واحدًا، بل هي مجموعة من العقبات المتداخلة التي تفسر صعوبة مهمة الإدارة الهلالية.
في المقام الأول، لا تزال جاذبية الحلم الأوروبي تمثل عائقًا كبيرًا، فاللعب في الدوريات الكبرى والمشاركة في دوري أبطال أوروبا يظل الحلم الأكبر للعديد من النجوم العالميين.
يضاف إلى ذلك المطالب المالية المبالغ فيها من قبل الأندية الأوروبية، التي تدرك القدرة الشرائية الكبيرة للأندية السعودية، وتستغلها لرفع قيمة لاعبيها بشكل يفوق قيمتهم السوقية الحقيقية.
هذا الأمر يتعارض بشكل مباشر مع إستراتيجية الهلال التفاوضية الحذرة، التي ترفض الاستسلام للابتزاز المالي، وتسعى للحفاظ على توازن النادي.
علاوة على ذلك، يدخل الهلال في منافسة شرسة مع كبار أندية أوروبا على هذه الصفقات، وهي أندية قد تمتلك أفضلية في الجانب الرياضي والتنافسي بالنسبة للاعب.
وحتى عند تخطي هذه العقبات، تبرز مشكلة رواتب اللاعبين الفلكية التي قد تخل بسقف الرواتب، وتؤثر على استقرار الفريق المالي على المدى الطويل.
وأخيرًا، لا يمكن إغفال أن السوق العالمي يعاني، حاليًا، من ندرة واضحة في المهاجمين "السوبر" المتاحين، مما يجعل المنافسة عليهم محتدمة، ويرفع من أسهمهم بشكل تلقائي.
في ظل هذه المعطيات المتشابكة، تجد إدارة الهلال نفسها أمام تحدٍ كبير لحسم ملف المهاجم الأجنبي، في مهمة صعبة تتطلب الموازنة بين طموحات الجماهير ومتطلبات الفريق، والواقع المعقد لسوق الانتقالات العالمية.