تناقلت الأوساط الرياضية السعودية، مؤخراً، أنباء مدوية في ظل تحرك نادي الاتحاد للفوز بخدمات النجم السعودي سعود عبد الحميد من نادي روما الإيطالي.
هذا الخبر، وإن لم يتم تأكيده رسمياً بعد، يمثل في طياته أكثر من مجرد صفقة انتقال للاعب، إنه يحمل دلالات عميقة قد تعيد رسم خريطة القوى في الكرة السعودية، ويُنظر إليه من قبل الكثيرين، خاصة في معسكر الهلال، على أنه سلسلة من الصفعات القوية التي تستحق التحليل.
ماذا يعني انتقال لاعب بحجم سعود عبد الحميد، الذي خرج إلى أوروبا عن طريق الهلال، إلى غريمه التقليدي الاتحاد بعد رحلته الاحترافية الأوروبية؟
الهلال لم يعد الوجهة الجاذبة الأولى
أولى هذه الصفعات تتمثل في بداية عهد جديد في الكرة السعودية، حيث لا يبقى الهلال الوجهة الجاذبة الأولى للنجوم.
وكان الهلال يعد "قبلة" اللاعبين السعوديين الطموحين، ونادياً لا يُرفض عرضه، لكن رغبة لاعب بحجم سعود عبد الحميد، في الانضمام إلى الاتحاد بعد عودته من رحلة احترافية تبعث برسالة واضحة مفادها أن المنافسة على استقطاب أفضل المواهب باتت أشرس.
وتؤكد هذه الصفقة أن الاتحاد بات قادراً على منافسة الهلال ليس فقط على الألقاب، بل على قلوب وعقول اللاعبين أيضاً، مما يهدد هيمنة الهلال المعتادة في سوق الانتقالات المحلية.
الصفعة من الداخل.. شهادة ضد الهلال
الصفعة الثانية والأكثر إيلاماً أنها صفعة مضاعفة لأنها قادمة من لاعب ارتدى قميص الهلال فعلاً وشاهد تفاصيل الحياة داخله.
قرار سعود سيكون بمثابة شهادة ضد الهلال لأنه ليس لاعباً غريباً عن قلعة الزعيم، بل ارتدى قميص الفريق الأول، وبالتالي، فإن اختياره للاتحاد بعد تجربته الاحترافية، إن حدث، لا يمثل مجرد انتقال عادي، بل هو بمثابة شهادة من الداخل بأن الاتحاد بات يقدم مشروعاً أكثر إقناعاً أو ربما بيئة أكثر جاذبية للاعبين.
هذه النقطة تضع علامات استفهام كبيرة على قدرة الهلال على الاحتفاظ بولاء أبنائه، أو إقناعهم بالعودة إذا ما اتجهوا للاحتراف.
المغزى الثالث من هذه الصفعة يكمن في قيمة اللاعب نفسه، فسعود عبد الحميد لاعب رأى الاحتراف واحتك، وإن كان على مستويات بسيطة، بواحد من أقوى الدوريات في العالم، ولعب ثاني أهم بطولة أوروبية، فخبرته في الدوري الإيطالي ومشاركته في الدوري الأوروبي، أضافتا إليه بعداً تكتيكياً وفنياً مختلفاً.
عودة سعود للهلال كفيلة بإحداث فارق كبير في قوة تشكيلة الفريق، وتمنحه عمقاً، وخبرة أوروبية لا تُقدر بثمن في مركز الظهير الأيمن، لكن هذه القوة، وهذه القيمة المضافة، ستذهبان، الآن، مباشرة إلى الاتحاد، مما يعزز من قدرة المنافس على المنافسة بقوة أكبر على الألقاب المحلية والقارية.
ميزة توفير مكان لاعب أجنبي
وأخيراً، تحمل هذه الصفقة بُعداً إستراتيجياً مهماً، فعودة لاعب بجودة سعود عبد الحميد إلى أي فريق سعودي ستوفر على ذلك الفريق مكاناً للاعب أجنبي في قائمة الفريق، مما يمنح المدرب مرونة تكتيكية أكبر.
وبالنسبة للاتحاد، هذا يعني إمكانية الاستغناء عن لاعب مثل ميتاي، واستغلال هذا المكان في ضم لاعب أجنبي آخر في مركز أكثر حيوية أو يحتاجه الفريق بشدة.
أما بالنسبة للهلال، فلو كان سعود قد عاد إليه، فهذا يعني الاستغناء عن كانسيلو وإتاحة مقعد للاعب أجنبي إضافي في القائمة، وبالتالي، فإن هذا الانتقال يحرم الهلال من ميزة إستراتيجية كبيرة سيمنحها لخصمه اللدود، مما يجعلها صفعة تكتيكية أيضاً.