رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
لم يكن الفوز المثير الذي حققه الهلال على مضيفه الفتح مجرد 3 نقاط أضيفت لرصيد "الزعيم" في سباق دوري روشن السعودي، بل كان جرس إنذار شديد اللهجة سمعه جيدًا المنافسون في الرياض وجدة.
الهلال، الذي دخل اللقاء وهو يعاني من نزيف في تشكيلته الأساسية بغياب عدد من ركائزه الثقيلة، أثبت أن سقوطه ليس خياراً مطروحاً، وأن ما يحدث في المطبخ الفني للمدرب سيموني إنزاغي يستحق وقفة تأمل طويلة.
واجه الهلال تحدياً حقيقياً تمثل في غيابات مؤثرة كانت كفيلة ببعثرة أوراق أي مدرب، لكن إنزاغي قرر خوض المغامرة بتأليفة تكتيكية جريئة، كان أبرز ملامحها الدفع بناصر الدوسري في مركز الظهير الأيمن لوقف جبهة الفتح النارية.
هذا القرار الذي بدا للوهلة الأولى انتحارياً، تحول إلى درس تكتيكي يُدرس، ليطرح التقرير التالي تساؤلاً مشروعاً: هل نحن أمام مدرب بمرتبة خبير كروي يعرف كيف يخرج من عنق الزجاجة بأقل الأضرار؟
الإجابة جاءت من أرض الملعب عبر 4 رسائل نارية وجهها الأزرق لمنافسيه المباشرين النصر، الأهلي، الاتحاد".
1. دكة بدلاء توزن بلد
الرسالة الأولى والأخطر للمنافسين هي أن الهلال لا يتأثر بالغيابات، الرهان على سقوط الهلال بسبب نقص الصفوف هو رهان خاسر. أثبتت مباراة الفتح أن دكة الهلال ليست مجرد أسماء لتكملة القائمة، بل هي جيش احتياطي جاهز للقتال بنفس كفاءة الأساسيين.
إنزاغي نجح في تدوير اللاعبين وخلق منظومة لا تعتمد على النجم الأوحد، بل على الترس الذي يدور في الماكينة أياً كان اسمه. هذه الرسالة تعني للاتحاد والنصر تحديداً أن موسم الهلال طويل النفس، وأن الفريق يمتلك العمق التشكيلي اللازم لحصد الأخضر واليابس.
2. ناصر الدوسري.. الجوكر الذي أحرج المتخصصين
الرسالة الثانية كانت فنية بحتة بطلها ناصر الدوسري. قرار إنزاغي بإشراكه ظهيرا أيمن كان مفاجأة، لكن الأداء الذي قدمه اللاعب كان الصدمة الحقيقية للخصم. الدوسري لم يكتفِ بالأدوار الدفاعية وإغلاق المنافذ أمام أجنحة الفتح الخطيرة، بل قدم مساندة هجومية وتدرجاً بالكرة ينم عن وعي تكتيكي عالٍ.
هذا الاكتشاف يمنح إنزاغي مرونة هائلة في المباريات الكبرى القادمة، ويؤكد أن الهلال يمتلك لاعبين بمرونة الزئبق، قادرين على تغيير جلودهم حسب حاجة الفريق، وهو سلاح يفتقده كثير من المنافسين.
3. نونيز ونيفيز.. القيادة وقت الشدة
في الأوقات التي تأزم فيها اللقاء، وكاد السيناريو يهرب من بين أقدام اللاعبين، ظهرت شخصية الكبار. الثنائي المحترف نونيز وروبن نيفيز لم يقدما مجرد أداء فني، بل قدما درساً في القيادة وتحمل المسؤولية.
نيفيز بضبطه لإيقاع الوسط وتمريراته التي تكسر الخطوط، ونونيز بتحركاته المزعجة وقتاليته على كل كرة، حملا الفريق على أكتافهما لعبور المطب. هذه الرسالة موجهة لنجوم الأهلي والنصر: المحترف في الهلال ليس مجرد قيمة سوقية، بل هو رافع للفريق وقت الأزمات.
4. الروح القتالية.. حمض الهلال النووي لا يتغير
الرسالة الأخيرة والأهم هي الشخصية. رغم النقص العددي والظروف المعاكسة، لم يرفع الهلال الراية البيضاء. العودة في النتيجة والقتال حتى الدقيقة الأخيرة هي جزء من الحمض النووي لهذا الفريق.
إنزاغي يبدو أنه شرب الخلطة الهلالية سريعاً، فزرع في لاعبيه أن التعادل بطعم الخسارة. هذه الروح القتالية هي الفارق الحقيقي بين فريق يفوز بالبطولات وفريق يلعب مباريات جيدة فقط.
ختاماً، فوز الهلال على الفتح لم يكن مجرد عبور لمحطة صعبة، بل كان بياناً رسمياً بأن كتيبة إنزاغي بمن حضرت جاهزة لافتراس كل من يقف في طريقها نحو اللقب.