"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
تتصاعد الأصوات داخل أروقة برشلونة وخارجها حول موهبة لامين يامال الاستثنائية، ليس فقط لأدائه المبهر في مركزه كجناح، بل لرغبته التي أكدتها صحيفة "موندو ديبورتيفو" في تولي مسؤولية تنفيذ ركلات الجزاء والضربات الثابتة للفريق.
هذه الرغبة، التي قد تبدو طبيعية للاعب بموهبته، تضع هانز فليك، مدرب برشلونة في موسمه الثاني، أمام تحدٍ تكتيكي وإداري جديد. فكيف سيتعامل المدرب الألماني مع هذه الطموحات القيادية المبكرة من نجمه الصاعد؟
طموح نجم يتجاوز عمره
لا شك أن لامين يامال، الذي تألق بشكل لافت في الموسم الأول تحت قيادة فليك، يمتلك من الثقة ما يدفعه لطلب مهام إضافية.
إيمانه بقدرته على التطور في هذا الجانب ينم عن شخصية قيادية وطموح كبير. فالفكرة الراسخة هي أن لامين يامال لاعب غير عادي، وتطور بسرعة فائقة، وهذا التطور لا يقتصر على اللعب المفتوح بل يمتد ليشمل الجوانب التي تتطلب دقة وتخصصًا.
هذه الرغبة تفرض على فليك التعامل مع لاعب لا يخشى تحمل المسؤولية، بل يسعى إليها.
معضلة فليك: الفردية مقابل الجماعية
تكمن المعضلة الأساسية لفليك في فلسفته التدريبية القائمة على "بناء فريق جماعي دائمًا، مهما كانت قوة النجوم". فليك يفضل المنظومة التي يتقاسم فيها الجميع الأدوار، ولا يعتمد بشكل مبالغ فيه على الفرديات، حتى لو كانت بموهبة يامال.
إن تولي ركلات الجزاء والضربات الثابتة هي مهمة حساسة وتكتيكية، تتطلب عادة لاعبًا متخصصًا وذا خبرة عالية لضمان أفضل استغلال للفرص.
كيف سيوازن فليك بين رغبة يامال في النمو والتطور كلاعب متكامل، وبين مصلحة الفريق في تحقيق أفضل النتائج؟ هل سيمنحه الفرصة لإثبات نفسه في هذه المهام؟ أم سيفضل الاعتماد على لاعبين أكثر خبرة وتخصصًا في هذه الكرات الحاسمة؟
صقل الموهبة وتحديد الأدوار
الجانب الآخر الذي يجب على فليك معالجته هو الحالات التي بالغ فيها بالمراوغات أو احتفظ بالكرة أحيانًا أكثر مما ينبغي، مما أثر على سير اللعب.
هذه الملاحظة تشير إلى أن يامال، رغم عبقريته، لا يزال بحاجة إلى صقل وتوجيه. منحه مسؤولية ركلات الجزاء والضربات الثابتة قد يكون جزءًا من هذا الصقل، حيث يعلمه الانضباط والدقة في المواقف الحاسمة، أو قد يزيد من الضغط عليه إذا لم يكن مستعدًا تمامًا.
تأمين النادي لمستقبل يامال بتوقيعه على عقود حتى عام 2031 ووجود تقارير تشير إلى أنه قد يحصل على الرقم 10 الخاص بليونيل ميسي، يضع على عاتق فليك مسؤولية إضافية.
فهو لا يدرب لاعبًا عاديًا، بل رمزًا مستقبليًا للنادي. إدارة طموحات هذا اللاعب، وتوجيه رغبته في تولي مهام قيادية، سيحدد جزءًا كبيرًا من نجاحه ونجاح الفريق على المدى الطويل.
في الختام، رغبة لامين يامال في تولي ركلات الجزاء والضربات الثابتة هي أكثر من مجرد تفضيل شخصي؛ إنها مؤشر على شخصية قيادية واثقة تنمو بسرعة.
التحدي أمام فليك ليس في كبت هذه الرغبة، بل في توجيهها بذكاء ضمن إطار المنظومة الجماعية. نجاح فليك في إيجاد التوازن الصحيح سيحدد ليس فقط من سيسدد الركلات الحرة في برشلونة، بل مسار تطور واحد من ألمع مواهب كرة القدم العالمية في السنوات القادمة.