هل أصبح ريال مدريد ناديا مكروها؟

تسبب تصريح من آرني سلوت، مدرب ليفربول، بطرح تساؤل مهم: "هل أصبح ريال مدريد أكثر الأندية إثارة للجدل والكراهية في أوروبا؟".

سلوت لم يذكر اسم النادي صراحة، لكنه أشار إليه بوضوح حين تحدث عن الصفقات المجانية، في وقت تتزايد فيه التكهنات بانضمام ترينت ألكسندر أرنولد إلى ريال مدريد بنهاية الموسم. 

المدرب الهولندي قال ردًا على سؤال حول نهج الصفقات المجانية للأندية: "هذا يحدث مع نادٍ معين... لا نرى ذلك كثيرًا في الأندية الأوروبية الكبرى"، ليطلق بذلك موجة من النقاشات حول أسلوب النادي الملكي في التعاقدات وطريقة تعامله مع بقية الكيانات الكروية.

ريال مدريد، النادي الأكثر تتويجًا في دوري الأبطال، بات يُنظر إليه من عدة أطراف أوروبية بوصفه ناديًا يمارس نفوذه بلا قيود، ويتصرف بثقة مفرطة تثير استفزاز خصومه.

 

علاقة متوترة مع ليفربول

كلمات آرني سلوت لم تكن الأولى من ليفربول تجاه ريال مدريد، العلاقة بين الناديين توترت خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد صدامات متكررة في دوري أبطال أوروبا، وتحديدًا بعد نهائي باريس 2022 الذي فاز به ريال مدريد وسط احتجاجات جماهيرية إنجليزية على التنظيم والأجواء.

اليوم، ومع تصاعد الشائعات حول انتقال ترينت إلى ريال مدريد مجانًا، يشعر ليفربول بالضغط ذاته الذي عايشه باريس سان جيرمان من قبل. 

سلوت تحدث بصراحة عن صعوبة التعاقد مع لاعبين جدد، مؤكدًا أن الأسعار أصبحت باهظة، وأن المنافسة غير عادلة.

 

 

شرخ في العلاقات مع باريس

الخلاف بين ريال مدريد وباريس سان جيرمان بلغ ذروته مع انتقال كيليان مبابي مجانًا في صيف 2024، بعد سنوات من الشد والجذب. 

وأثارت الطريقة التي رحل بها مبابي غضب إدارة باريس، ليس فقط لأنه غادر دون مقابل مادي، بل لأن ريال مدريد أصر على انتظاره عامًا كاملاً رغم نفيه الرسمي لأي اتفاق.

مبابي لم يُخفِ رغبته في اللعب للريال، لكن إدارة باريس شعرت بالخيانة، والعلاقة بين الناديين تدهورت.

 

 

أندية الليغا ضد الريال

الصدام الأبرز هذا الموسم كان داخليًا.. فخلال اجتماع جمع بين اتحاد الكرة الإسباني ورابطة الليغا مطلع هذا العام مع اللجنة الفنية للحكام، عبّرت الأندية عن غضبها من تصرفات ريال مدريد، تحديدًا الهجوم المستمر عبر القناة الرسمية للنادي على الحكام.

النقطة المفصلية كانت عندما نشر ريال مدريد بيانًا حادًا ضد الحكم وتقنية الفار، بسبب تدخل عنيف على مبابي لم يُعاقب عليه اللاعب الخصم. 

الرد جاء سريعًا من أندية الليغا، وعلى رأسها إشبيلية وأتلتيكو مدريد، اللذان قادا حملة رفض قوية لسلوك النادي المدريدي، مؤكدين أن تصرفاته تضر بصورة الكرة الإسبانية.

الاتحاد الإسباني أعلن بعدها عن "مرحلة تاريخية" جديدة في التحكيم، وأشاد بتكاتف الأندية، في حين غاب ريال مدريد عن الاجتماع تعبيرًا عن رفضه للقرارات الجديدة.

 

 

دي خيا.. أزمة مع مانشستر يونايتد

العداء بين ريال مدريد ومانشستر يونايتد لم يكن وليد الأمس، بل يعود إلى صيف 2015، حين انهارت صفقة دافيد دي خيا بسبب تأخر في إرسال المستندات. 

ما عُرف إعلاميًا بـ"أزمة الفاكس" تحول إلى مادة إعلامية ساخرة، لكنها خلّفت شرخًا كبيرًا في العلاقة بين العملاقين.

كل طرف اتهم الآخر بالتسبب بفشل الصفقة.. ريال مدريد أصدر بيانًا رسميًا ألقى فيه باللوم الكامل على مانشستر يونايتد، مشيرًا إلى أن النادي الإنجليزي أرسل الوثائق بعد دقيقة من إغلاق السوق. 

من جهته، رفض يونايتد هذه الرواية، واتهم ريال مدريد بالمماطلة والتأخير في ترتيب الصفقة.

منذ ذلك الحين، غابت الصفقات المباشرة بين الناديين، في مؤشر واضح على برود العلاقات، رغم وجود لاعبين كبار في كلا الفريقين يمكن أن يكونوا هدفًا متبادلًا.