في خطوة مفاجئة أعقبت رحيله عن تدريب المنتخب الإيطالي، ترددت أنباء قوية عن رفض المدرب المخضرم لوتشيانو سباليتي عرضًا مغريًا لتولي القيادة الفنية لنادي النصر السعودي.
هذا الرفض، في ظل وجود نجم عالمي بحجم كريستيانو رونالدو في صفوف الفريق النصراوي، أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا القرار.
وبالنظر إلى شخصية سباليتي وخلفيته التدريبية، يمكن استنتاج عدة عوامل ربما لعبت دورًا حاسمًا في هذا الرفض.
1- تاريخ من "العداوة" الكروية تجاه رونالدو:
لا يعتبر كريستيانو رونالدو اسمًا محايدًا في مسيرة لوتشيانو سباليتي التدريبية، بل يحمل تاريخًا من المواقف التي يمكن وصفها بـ "المناهضة" للنجم البرتغالي.
ففي إحدى المناسبات عندما كان سباليتي مدربًا لإنتر ميلان، صرح علنًا بأن وصول كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس لن يزعزع استقرار فريقه أو يقلل من طموحاته.
وفي واقعة أخرى العام 2022، أشارت تقارير إلى أن سباليتي، عندما كان يقود نابولي، رفض فكرة التعاقد مع رونالدو، ربما لعدم ملاءمة أسلوب لعبه لمنظومته التكتيكية. هذه المواقف السابقة تشير إلى وجود تحفظ لدى سباليتي تجاه بناء فريق يعتمد بشكل كبير على رونالدو.
2- شخصية قوية وتفضيل الفريق المتجانس على النجوم
يُعرف لوتشيانو سباليتي بشخصيته التدريبية القوية، وقدرته على فرض أسلوبه ورؤيته على أي فريق يقوده.
يفضل المدرب الإيطالي بناء فريق متجانس يعتمد على الأداء الجماعي والانضباط التكتيكي، أكثر من الاعتماد على المهارات الفردية للنجوم.
وجود لاعب يتمتع بشعبية ونفوذ كبيرين مثل كريستيانو رونالدو قد يقلل من قدرة المدرب على التحكم الكامل في غرفة الملابس وفرض رؤيته دون قيود، وهو ما قد يتعارض مع طبيعة سباليتي التي تميل إلى السيطرة الفنية والإدارية الكاملة.
3- الإدراك بواقع عدم الاستقرار التدريبي في النصر
لا يخفى على أحد حالة عدم الاستقرار التدريبي التي يعاني منها نادي النصر السعودي في السنوات الأخيرة. فقد تعاقب على تدريب الفريق العديد من المدربين في فترات قصيرة، ولم يتمكن أي منهم من الاستمرار لأكثر من عام.
من المحتمل أن يكون سباليتي على دراية بهذا الواقع، وقد يرى أن قبول تدريب فريق يشهد مثل هذا التغيير المستمر في القيادة الفنية يمثل مخاطرة بمسيرته وسمعته، خاصة إذا لم يتم منحه الوقت الكافي لتطبيق أفكاره وبناء فريق قوي على المدى الطويل.
4- الرغبة في التحكم الكامل بالفريق والصفقات
من السمات البارزة في أسلوب عمل لوتشيانو سباليتي رغبته في أن تكون له الكلمة الفصل في تشكيل الفريق واختيار الصفقات الجديدة.
يفضل المدرب الإيطالي أن يتماشى اللاعبون الجدد مع فلسفته التكتيكية وأن يكونوا قادرين على تطبيق أفكاره بدقة داخل الملعب.
في نادي النصر، ومع وجود تأثير نسبي لكريستيانو رونالدو على بعض القرارات، بالإضافة إلى تدخل الإدارة في ملف الصفقات، قد يشعر سباليتي بأن قدرته على التحكم الكامل في شكل الفريق وتدعيم صفوفه باللاعبين الذين يراهم مناسبين ستكون محدودة، وهو ما قد لا يتماشى مع طموحاته واحترافه.