logo
رياضة

كيف فاز بلان بأخطر معارك الكلاسيكو قبل مواجهة الهلال؟

كيف فاز بلان بأخطر معارك الكلاسيكو قبل مواجهة الهلال؟
مدرب الاتحاد السعودي لوران بلانالمصدر: منصة X
16 فبراير 2025، 8:40 ص

أقدمَ مدرب الاتحاد السعودي، لوران بلان، على خطوة بالغة الخطورة في مباراته أمام الوحدة قبل أيام قليلة من مواجهة الكلاسيكو المرتقبة ضد الهلال، خطوة أثارت تساؤلات الجماهير لكنها في النهاية أثبتت حكمة وبعد نظر المدرب الفرنسي، ومنحت فريقه أفضلية نفسية وميدانية قبل الصدام الحاسم.

المعضلة التي واجهت بلان كانت تهديد الإيقاف الذي كان يلوح في الأفق لأربعة من العناصر الأساسية في تشكيلة الاتحاد، وهم: نغولو كانتي، وعبد الرحمن العبود، وفابينيو وبيريرا.

هذا الرباعي كان على بعد إنذار واحد من الغياب عن مباراة الكلاسيكو أمام الهلال، وهي المباراة التي قد تحدد بشكل كبير ملامح المنافسة على لقب الدوري.

 

 

تجاهل منطق الحذر وتحدي المخاطر

المنطق الكروي التقليدي كان يقتضي إراحة هؤلاء اللاعبين أو على الأقل توخي الحذر الشديد في إشراكهم أمام الوحدة، تجنبًا لأي بطاقات صفراء قد تحرم الفريق من جهودهم في الكلاسيكو. 

لكن لوران بلان، وبشخصية المدرب الواثق الذي لا يخشى التحديات، قرر أن يتجاهل هذا المنطق تمامًا، وأقحم الرباعي المهدد بالإيقاف في تشكيلة مواجهة الوحدة.

هذا القرار الصادم أثار دهشة الجميع، فكيف لمدرب أن يخاطر بفقدان 4 من أهم لاعبيه في مباراة مصيرية، مثل: الكلاسيكو؟ لكن بلان كان يرى الأمور بمنظور مختلف، وعندما سُئل عن سبب هذا القرار الجريء بعد المباراة، كان رده قاطعًا وحاسمًا: "لم أكن أريد أن أعطي الهلال أي فرصة".

 

 

فلسفة بلان: الهجوم خير وسيلة للدفاع

بالتدقيق في تصريح بلان، نكتشف عمق فكر الرجل وحساباته الدقيقة، بلان لم يكن ينظر لمباراة الوحدة كمجرد محطة عابرة قبل الكلاسيكو، بل كان يعتبرها معركة لا تقل أهمية، بل ربما تفوقها في بعض الجوانب. 

هو كان يدرك أن الفوز على الوحدة وتوسيع الفارق مع الهلال قبل الكلاسيكو يحمل في طياته مكاسب جمة، تفوق بكثير المخاطرة بفقدان لاعب أو اثنين في المباراة التالية.

 

 

الضغط النفسي سلاح فعال

بلان كان يهدف من خلال هذا القرار الجريء إلى تحقيق مكسبين رئيسين: الأول ميداني، والثاني نفسي. فمن الناحية الميدانية، كان يطمح إلى تحقيق الفوز على الوحدة بأي ثمن، وتوسيع الفارق مع الهلال في صدارة الدوري إلى 4 نقاط كاملة، هذا الفارق، حتى لو تقلص إلى نقطة واحدة في حال خسارة الاتحاد للكلاسيكو، يظل يمنح الفريق أفضلية مريحة في الأسابيع التالية من الموسم.

أما على المستوى النفسي، فبلان كان يهدف إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على الهلال، فبتوسيع الفارق قبل الكلاسيكو، كان يضع الهلال تحت ضغط مضاعف، ويجعله يدخل المباراة وهو مطالب بالفوز بأي شكل من الأشكال لتقليص الفارق، وإلا فإن حلمه في المنافسة على اللقب قد يتبخر. 

هذا الضغط النفسي قد يلعب دورًا حاسمًا في تحديد نتيجة الكلاسيكو، وقد يؤثر في أداء لاعبي الهلال وقدرتهم على التركيز واللعب بأريحية.

أخبار ذات علاقة

كريم بنزيما

كريم بنزيما يوجه رسالة مهمة لجمهور الاتحاد (فيديو)

 

ضمان الصدارة حتى في أسوأ السيناريوهات

حسابات بلان لم تتوقف عند حدود مباراة الكلاسيكو فقط، بل امتدت لتشمل كامل مسار المنافسة على اللقب. 

هو كان يعلم أن حتى في أسوأ السيناريوهات، أي خسارة الكلاسيكو أمام الهلال، فإن الاتحاد سيظل متصدرًا للدوري، وهذا في حد ذاته إنجاز كبير في هذه المرحلة من الموسم.

بلان يراهن على قدرة فريقه على جمع النقاط في المباريات المتبقية من الدوري أمام فرق أقل في الترتيب، وهي المباريات التي سبق للهلال أن تعثر فيها وفقد نقاطًا ثمينة. 

أخبار ذات علاقة

مباراة الهلال والاتحاد

لم يتم دعم ناد كالاتحاد.. تعليق مثير من محمد الشيخ ورد ناري من فلاته (فيديو)

 

رهان ناجح وفوز استراتيجي

في نهاية المطاف، أثبتت حسابات لوران بلان صحتها، ونجح رهانه الجريء بكل المقاييس، الاتحاد حقق الفوز على الوحدة، ووسع الفارق مع الهلال إلى أربع نقاط، والأهم من ذلك، أن الرباعي المهدد بالإيقاف خرج من المباراة دون أي إنذارات، ليصبحوا جاهزين تمامًا لخوض معركة الكلاسيكو.

بهذا الفوز الاستراتيجي، يكون لوران بلان حقق انتصارًا معنويًّا ونفسيًّا مهمًّا على الهلال قبل المواجهة المباشرة بين الفريقين. 

هو لم يفز فقط بمباراة الوحدة، بل فاز بأخطر معارك الكلاسيكو، معركة الضغط النفسي والتخطيط الاستراتيجي، ليضع فريقه في أفضل وضع ممكن قبل القمة المرتقبة، ويؤكد للجميع أنه مدرب لا يخشى المخاطرة، ويدرك تمامًا كيف يحسم المعارك الكبرى.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC