وجّه بيب غوارديولا صدمة لجماهير مانشستر سيتي ومتابعيه حول العالم، بعد الطريقة الدفاعية البحتة التي اعتمدها أمام آرسنال في قمة الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي انتهت بالتعادل 1-1 مساء الأحد على ملعب الإمارات.
ورغم أن فريقه تقدم مبكرًا عبر إيرلينغ هالاند في الدقيقة التاسعة، إلا أن أسلوب اللعب غير المعتاد أثار انتقادات واسعة، خصوصًا بعد استقبال هدف التعادل القاتل في الدقيقة 90+3 بواسطة غابرييل مارتينيلي.
منذ وصوله إلى إنجلترا، وحتى قبلها عندما درب برشلونة وبايرن ميونخ، ارتبط اسم غوارديولا بالكرة الهجومية والضغط العالي، لكن ما قدمه أمام آرسنال كان مثيرًا للدهشة حيث دافع بضراوة.
وسيطر الفريق على الشوط الأول نسبيًا بعد هدف هالاند، لكنه انكمش تدريجيًا تاركًا الاستحواذ لصالح أصحاب الأرض.
هذا التحول المفاجئ، جعل غاري نيفيل، أسطورة الكرة الإنجليزية، يشن هجومًا لاذعًا على المدرب الإسباني قائلاً: "قال بيب ذات مرة إنه يريد اللعب بفريق مليء بلاعبي الوسط، لكنه اليوم يلعب بفريق مليء بالمدافعين."
أما الإعلامي حسين ياسين، فقدم قراءة أكثر تحليلية وقال: "غوارديولا أقنع العالم بفكرة المهاجم الوهمي ثم تخلى عنها، أقنع العالم أن الأفضل أن يكون الحارس مميزًا بالقدمين، ثم اقتنع هو أن دور الحارس الأساسي هو التصدي لا التمرير… هذا يُحسب لغوارديولا قدرته على التغيير بحسب إمكانيات لاعبيه".
المدرب الإسباني حاول الدفاع عن خياراته، موضحًا: "لا نحب اللعب بهذا الأسلوب، ولكن عندما يكون الخصم أفضل منا، نحاول الدفاع ونلعب على الهجمات المرتدة".
وأضاف: "كانت المباراة صعبة للغاية، وكان علينا أن نكون أقوياء ذهنيًا، وقد فعلنا ذلك".
وتابع: "نعاني من إرهاق شديد، وعدد من الإصابات الكثيرة في صفوف الفريق".
وبينما أكد غوارديولا أن خططه جاءت اضطرارًا وليست خيارًا أوليًا، ولكن المدرب الإسباني اتخذ عدة قرارات مثيرة للجدل خلال اللقاء.
لأول مرة منذ سنوات، اعتمد غوارديولا على خمسة مدافعين بشكل صريح، مع تقليص دور الأجنحة الهجومية لصالح التغطية الدفاعية.
هذا الخيار جعل السيتي يظهر هشًا هجوميًا ويفتقد للجرأة المعتادة.
خيارات التبديل زادت من حالة الجدل، إذ جاءت تقريبًا لتعزيز الجانب الدفاعي، وكانت مع بداية الشوط الثاني.
الدقيقة 46: شهدت خروج خوسانوف ودخول ماتيوس نونيز، والدقيقة 68 خروج فيل فودين ونزول ناثان آكي والدقيقة 76 خروج إيرلينغ هالاند، ودخول نيكولاس غونزاليس، والدقيقة 87 خروج أوريلي ودخول جون ستونز، إلى جانب نزول سافيو بدلاً من جيريمي دوكو.
هذه التغييرات عززت الانكماش الدفاعي، وأفقدت الفريق القدرة على الاحتفاظ بالكرة في مناطق آرسنال.
من مدرب ارتبط بالهجوم والاستحواذ والسيطرة، بدا غوارديولا وكأنه يعيد تعريف فلسفته الخاصة.
ويرى الكثيرون أن غوارديولا تخلى عن هويته الهجومية التي صنعت أمجاده، ما تسبب في صدمة كبيرة لمتابعيه.