إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
في خطوة رسمية طال انتظارها وأشعلت التكهنات حول مستقبله، أعلن نادي باير ليفركوزن الألماني رحيل مدربه الإسباني تشابي ألونسو عن صفوف الفريق بنهاية الموسم الجاري، هذا الإعلان يفتح الباب على مصراعيه أمام إمكانية انتقال ألونسو لقيادة أحد الأندية الكبرى التي ارتبط اسمه بها بقوة، وهو ريال مدريد، النادي الذي شهد تألقه كلاعب لسنوات، وإذا ما تمت هذه الخطوة المنتظرة، فإن وصول ألونسو إلى دكة بدلاء "الميرينجي" لن يكون مجرد تغيير لمدرب بآخر، بل سيجلب معه ثلاث مزايا مدوية يمكن أن تحدث فارقاً حقيقياً في مستقبل النادي الملكي.
لاعب سابق يحظى بتقدير واحترام النجوم كافة
أولى هذه المزايا المدوية هي أن تشابي ألونسو لاعب سابق يتمتع بخبرة كبيرة ويحظى بتقدير واحترام النجوم كافة، هذه السمة كانت موجودة لدى كارلو أنشيلوتي إلى حد ما، لكن ليس بالقدر والتأثير أنفسهما اللذين يمكن أن يحدثهما ألونسو على الجيل الحالي من اللاعبين، فالعديد من نجوم ريال مدريد الحاليين لم يعاصروا أنشيلوتي كلاعب في أوج عطائه.
بينما اسم ألونسو يحمل وزناً خاصاً كلاعب خط وسط عالمي سابق، يعرف خبايا اللعبة من الداخل، هذا التقدير والاحترام التلقائي من اللاعبين سيمنح ألونسو هيبة وسلطة في غرفة الملابس قد يكونان مفتقدين، خاصة وأن البعض قد لا يكون مؤمناً بشكل كامل بأساليب المدرب الحالي، كما لوحظ في بعض اللقطات في الكلاسيكو الأخير من لاعبين مثل كامافينغا وبيلينغهام، فخبرة ألونسو كلاعب سابقة لعصرهم تجعله قادراً على التواصل معهم بلغتهم الكروية واكتساب ثقتهم بسهولة أكبر.
مدرب مؤمن بالعلم وليس الفهلوة
الميزة الثانية تتعلق بالجانب الفني والتكتيكي، فألونسو مدرب مؤمن بالعلم والتحليل الدقيق، وليس بالاجتهاد الفردي الأقل تنظيماً، فجهازه الفني في ليفركوزن لم يكن صغيراً على الإطلاق، بل كان يضم نحو 15 فرداً في أدوار مختلفة، ما بين محللين أداء ومعدين بدنيين متخصصين ومحللين لأسلوب لعب الخصوم، بل وحتى مدربين متخصصين في جزئيات معينة من اللعبة قد تبدو صغيرة لكنها حاسمة، مثل تدريب اللاعبين على رميات التماس أو تنفيذ الركلات الحرة من أماكن مختلفة.
في المقابل، شاهدنا جميعاً الصورة الشهيرة من الكلاسيكو التي أبرزت وجود محللين أداء اثنين فقط لريال مدريد في المدرجات برفقة رئيسهم (ثالثهم)، هذا الفارق الكبير في حجم وتخصص الجهاز الفني يعكس اعتماد ألونسو على البيانات والتحليل العميق في اتخاذ القرارات ووضع الخطط، وهي مقاربة علمية حديثة يمكن أن ترفع من كفاءة الفريق بشكل ملحوظ.
مدرب يلزم الجميع بدور تكتيكي محدد
الميزة الثالثة، وربما الأكثر أهمية لمعالجة مشكلة واضحة في ريال مدريد هذا الموسم، هي أن ألونسو مدرب يلزم الجميع بدور تكتيكي محدد في الملعب، سواء مع الكرة أو دونها، إحدى أبرز المشاكل التي عانى منها ريال مدريد هذا الموسم، هي ظاهرة عدم مساعدة ثلاثي الهجوم مثل فينيسيوس ومبابي ورودريغو بشكل كافٍ دفاعياً، هذا النقص في الارتداد الدفاعي والضغط المنظم من الخط الأمامي يترك مساحات كبيرة ويشكل عبئاً زائداً على خط الوسط والدفاع.
ألونسو بفكره التكتيكي الصارم سيقضي على هذه الظاهرة، وسيلزم كل لاعب بدوره كاملاً في الحالتين الهجومية والدفاعية؛ ما يمنح الفريق توازناً وصلابة تكتيكية تفتقدها التشكيلة الحالية في بعض الأوقات، ويجعل الفريق كتلة واحدة تتحرك بانضباط عال.
ختاما، فإن وصول تشابي ألونسو المحتمل إلى ريال مدريد لا يجلب معه مجرد اسم كبير على دكة البدلاء، بل يجلب ثلاث مزايا مدوية: هيبة واحترام من اللاعبين كنجم سابق، ومنهجية علمية حديثة وجهاز فني متخصص، وانضباط تكتيكي يحل مشاكل الدفاع من الأمام، هذه العوامل الثلاثة يمكن أن تعيد تشكيل هوية ريال مدريد التكتيكية وتمنحه دفعة قوية نحو تحقيق المزيد من الألقاب؛ ما يجعل خبر رحيله عن ليفركوزن إشارة مشجعة جداً لجماهير النادي الملكي.
