في ليلة صيفية كانت مرشحة لتكون مسك الختام لموسم تاريخي، تجرع باريس سان جيرمان مرارة هزيمة قاسية وغير متوقعة.
على ملعب "ميتلايف" في نيوجيرسي، وأمام أنظار العالم الذي ترقب تتويجًا جديدًا يضاف إلى ثلاثية دوري أبطال أوروبا والدوري والكأس المحليين، سقط العملاق الباريسي بثلاثية مذلة أمام تشيلسي الإنجليزي في نهائي النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية.
الهزيمة لم تكن مجرد خسارة للقب رابع، بل كانت ضربة موجعة لطموحات نجومه في حصد الجوائز الفردية، وعلى رأسها الكرة الذهبية التي بدت أقرب من أي وقت مضى للعديد من لاعبي الفريق وعلى رأسهم عثمان ديمبيلي، لتفتح الباب على مصراعيه أمام أسماء أخرى خطفت الأضواء في المشهد الأخير من الموسم.
الانطباعات النهائية تدوم.. والبالون دور في الميزان
على الرغم من أن هذه الهزيمة لا يمكن أن تمحو موسمًا استثنائيًا قدمه رجال المدرب لويس إنريكي، فإنها ستظل عالقة في أذهان المصوتين على جائزة الكرة الذهبية.
فكما يدوم الانطباع الأول في العلاقات الشخصية، تدوم النتائج النهائية في سباق "البالون دور". هذه البطولة كانت المشهد الختامي للموسم الكروي، والصورة التي ستطبع في ذاكرة الجميع هي صورة لاعبي تشيلسي يرفعون الكأس، وصورة نجوم باريس، وفي مقدمتهم عثمان ديمبيلي وهم يتجرعون خيبة الأمل.
كان الفرنسي عثمان ديمبيلي يقدم موسمًا أسطوريًا، توجه بالفوز بجائزة أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا وقيادة فريقه لتحقيق اللقب الغالي لأول مرة.
كان المرشح الأبرز، ولكنّ أداءه الباهت في النهائي وخسارة فريقه بالثلاثة قد تعصف بأحلامه، فالصورة الختامية غالبًا ما تكون أكثر تأثيرًا من كل ما سبقها، رغم أن ما حدث الليلة لا يمسح ما سبقه خلال الموسم بأكمله.
يبرز اسم الإنجليزي كول بالمر بقوة، فبعد موسم مميز مع تشيلسي ختمه بالتألق في نهائي كأس العالم للأندية وتسجيل هدفين في شباك باريس سان جيرمان بالإضافة إلى صناعته الثالث.
بالمر هو تجسيد حي لنظرية "المشهد الختامي يحكم"، ففي الوقت الذي كان فيه الآخرون يصارعون للحفاظ على بريق موسمهم، كان هو يصنع المجد في الأمتار الأخيرة من السباق.
على الجانب الآخر، قضى كيليان مبابي موسمًا فرديًا أكثر من عظيم مع ناديه الجديد ريال مدريد، حطم فيه الأرقام القياسية وفاز بالحذاء الذهبي الأوروبي.
ورغم أن قوة ريال مدريد كمنظومة متكاملة قد لا تعكس دائمًا البريق الفردي الخارق لنجمه الفرنسي في النتائج النهائية للفريق هذا الموسم، فإن مجرد كونه النجم الأول في أقوى نادٍ في العالم يجعله مرشحًا دائمًا وبقوة للجائزة، في انتظار أن يترجم أرقامه الفردية إلى ألقاب جماعية كبرى.
في سن السابعة عشرة، قدم لامين يامال موسمًا للتاريخ مع برشلونة، قاده فيه لتحقيق ثلاثية محلية وكان اللاعب الأكثر تأثيرًا في كل المباريات الكبرى.
سواء فاز برشلونة أو خسر، كان يامال يترك بصمته، مسجلاً أو صانعًا أو مقدمًا لأداء خرافي. في الكلاسيكو والديربي ومواجهات الكبار، كان الفتى الذهبي حاضرًا بقوة، وهو ما يجعله منافسًا حقيقيًا رغم صغر سنه.
أما الفرعون المصري محمد صلاح، فقد كان اللاعب الأهم والأبرز في الدوري الإنجليزي الممتاز طوال الموسم، بأرقام تهديفية وتمريرات حاسمة استثنائية (29 هدفًا و 18 تمريرة حاسمة).
لكن موسمه تدمر بشكل قاسٍ في مواجهة باريس سان جيرمان في دوري الأبطال، وهي المباراة التي أثرت في مسار فريقه الأوروبي. ورغم هذه الخيبة، يظل ما قدمه صلاح على مدار الموسم شهادة على أنه لاعب من طراز فريد، ولكن هل يكون ذلك كافيًا في مواجهة بريق الألقاب الكبرى التي حصدها منافسوه؟
في النهاية، يبدو أن سباق الكرة الذهبية هذا العام سيكون مفتوحًا على كل الاحتمالات، وأن خيبة الأمل التي أصابت ديمبيلي ورفاقه في باريس قد فتحت أبواب المجد لأسماء أخرى عرفت كيف تتألق وتخطف الأضواء في الوقت الحاسم.