بينما كانت جماهير الأهلي تتنفس الصعداء عقب صفارة النهاية أمام القادسية، وتتغنى بالتصدي الإعجازي لإدوارد ميندي الذي أمّن النقاط الثلاث، كان هناك شعور آخر يتسلل بخبث إلى قلوب العشاق، شعور لا يمكن وصفه إلا بالرعب.
نعم، ميندي كان البطل أمس، لكن بطولته هذه هي بالضبط ما يجعل الكابوس القادم أشد قسوة، الحارس السنغالي لم يعد مجرد حامي عرين، بل أصبح رئة الفريق الوحيدة التي يتنفس منها دفاع الراقي المهتز.
ومع اقتراب شهر ديسمبر، تدق أجراس الخطر بصوت يصم الآذان داخل قلعة الكؤوس، ليس بسبب سوء النتائج، بل بسبب أمم إفريقيا 2025 التي ستنتزع قلب الأهلي النابض في توقيت قاتل.
إليك 4 مشاهد ترسم ملامح الكارثة التي تنتظر الأهلي خلال فترة التوقف الدولي الإفريقي:
المشهد الأول: وهم سوبر مان والفخ الدفاعي
مشهد ميندي وهو يطير ليمنع هدف التعادل للقادسية لخص كل شيء، الأهلي يعتمد بنسبة 100% على البراعة الفردية لميندي لتغطية عيوب المنظومة الدفاعية.
هذا التألق ليس ميزة بقدر ما هو ورطة، لأنه غطى على مشكلات هيكلية ستنفجر في وجه أي حارس بديل لا يمتلك ردود الفعل الخارقة نفسها. خروج ميندي يعني تعرية الدفاع بالكامل أمام الخصوم.
المشهد الثاني: رزنامة لا ترحم.. لا توجد إجازة
ميندي سيغادر جدة في منتصف ديسمبر للالتحاق بمعسكر السنغال للمشاركة في أمم إفريقيا 2025، وهذا يعني غيابه عن فترة حاسمة ومزدحمة.
نحن لا نتحدث عن مباراة أو اثنتين، بل عن سلسلة المباريات في الدوري وربما آسيا (حسب تقدم السنغال في البطولة)، السنغال مرشحة للنهائي، ما يعني غياب ميندي لشهر كامل على الأقل.
المشهد الثالث: كابوس الكلاسيكو والآسيوية
إذا كنت تظن أن الغياب سيقتصر على مباريات في المتناول، فأعد النظر في الجدول، الكارثة الكبرى تكمن في المواعيد الكبرى التي ستضرب الأهلي في مقتل:
موقعة النصر (2 يناير 2026): الأهلي سيواجه الأسطورة كريستيانو رونالدو ورفاقه في قمة الجولة الـ13 بلا حارسه الأول. مباراة قد تحدد مصير المنافسة على المقاعد الآسيوية.
دوري أبطال آسيا للنخبة (22 ديسمبر): مباراة الجولة السادسة الحاسمة للتأهل (ضد الشرطة العراقي) ستكون في الأغلب أولى ضحايا غياب ميندي، حيث يتزامن موعدها مع افتتاحية أمم إفريقيا.
مباريات الفخ: مواجهات مثل (الفيحاء، الفتح، التعاون) كلها ستلعب في غياب الأسد السنغالي.
المشهد الرابع: رهان الصانبي والمغامرة الكبرى
السؤال الذي يرعب المدرج الأهلاوي: هل عبد الرحمن الصانبي جاهز؟. الحارس البديل يمتلك موهبة، هذا مؤكد، لكن وضعه فجأة لحماية العرين في كلاسيكو أمام النصر أو مباراة آسيوية مصيرية يعد انتحارًا كرويًا.
الفارق بين فورمة ميندي الحالية وبين أي حارس آخر شاسع جدًا، والرهان على البديل لتعويض حارس بقيمة عالمية وفي قمة مستواه هو رهان خاسر بنسبة كبيرة قبل أن يبدأ.