أسدل الستار على حفل الكرة الذهبية لعام 2025 في باريس، وبينما احتفل الفائزون، ترك الترتيب النهائي جدلًا واسعًا وشعورًا بالظلم لدى الكثير من المتابعين.
القائمة التي توجت الفرنسي عثمان ديمبيلي كأفضل لاعب في العالم، حملت في طياتها مراكز صادمة لنجوم قدموا مواسم استثنائية، لكن يبدو أن معايير "فرانس فوتبول" لم تنصفهم.
هذا التقرير يسلط الضوء على أكبر 6 ضحايا للترتيب النهائي، بالإضافة إلى جائزة "كوبا" التي أثارت الجدل هي الأخرى.
يعتبر المركز الـ26 للنرويجي إيرلينغ هالاند أكبر صدمات القائمة، فماكينة الأهداف التي لا تهدأ، وهداف مانشستر سيتي الأول، وجد نفسه في مركز لا يليق أبدًا بأرقامه الفردية المرعبة.
صحيح أن فريقه لم يحقق دوري أبطال أوروبا، لكن الكرة الذهبية تُمنح نظريًّا للأداء الفردي، وتجاهل غزارته التهديفية بهذا الشكل يطرح تساؤلات جدية حول معايير التقييم، حتى لو كان ذلك بسبب غياباته المكررة الموسم الماضي بداعي الإصابة.
من وصيف أفضل لاعب في العالم العام الماضي إلى المركز السادس عشر هذا العام، يمثل ترتيب فينيسيوس سقوطًا حرًا وغير منطقي. رغم أن ريال مدريد عاش "موسمًا صفريًّا"، فإن اللاعب البرازيلي ظل نجمًا كبيرًا في الفريق وأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في العالم. هذا التراجع الكبير يبدو وكأنه عقاب جماعي للاعب على فشل فريقه، أكثر من كونه تقييمًا حقيقيًّا لمستواه.
أن يتواجد أحد أفضل المدافعين في العالم، وقائد دفاع ليفربول، في المركز الـ28 هو أمر يصعب استيعابه. قدم فان دايك موسمًا قويًّا أعاد به هيبته كصخرة دفاعية، لكن يبدو أن المدافعين لا يزالون الحلقة الأضعف في حسابات المصوتين ما لم يحققوا ألقابًا كبرى.
قاد المهاجم الأرجنتيني فريقه إنتر ميلان كقائد وهداف نحو نهائي دوري أبطال أوروبا وكان أحد أبرز نجوم "الكالتشيو"، لكن كل هذا لم يكن كافيًا ليضمن له مركزًا ضمن أفضل 15 لاعبًا.
في بايرن ميونخ حطم الأرقام القياسية وكعادته، كان هاري كين مثالًا للمهاجم الكامل الذي يسجل ويصنع. مركزه الثالث عشر يبدو متأخرًا للغاية للاعب قدَّم هذا المستوى من التألق الفردي، حتى لو لم ينجح فريقه في تحقيق الألقاب الكبرى.
بعد موسم أول أسطوري مع ريال مدريد، تراجع بعض الشيء لكنه كان من المتوقع أن ينافس أيضًا على مركز متقدم.
ورغم تراجع مستواه في الموسم الثاني فإن ما قدمه بشكل عام كان كافيًا ليضعه في مركز أفضل بكثير من الـ23، الذي لا يعكس تأثيره الكبير.
لم يقتصر الجدل على الجائزة الكبرى، بل امتد لجائزة "كوبا" لأفضل لاعب شاب، التي فاز بها لامين يامال للمرة الثانية على التوالي.
رغم موهبة يامال الفذة، فإن فوزه هذا العام يبدو وكأنه فوز بالسمعة أكثر من الأداء، لاعبون مثل البرتغالي جواو نيفيز (باريس سان جيرمان) وباو كوبارسي (برشلونة) قدَّما مواسم قوية أيضًا وكانا يستحقان التتويج بالجائزة كتقدير لعام كامل من التألق، لكن الجائزة ذهبت في النهاية للاسم الأكثر بريقًا إعلاميًّا وربما يعتبرها البعض ترضية على خسارة الكرة الذهبية.