احتاج باريس سان جيرمان إلى شوط واحد ليحسم مواجهته مع إنتر ميامي، فسجل أربعة أهداف كاملة قبل الاستراحة، ليصعد بسهولة إلى ربع نهائي كأس العالم للأندية 2025.
بدأ باريس سان جيرمان المباراة بقوة، وسجل جواو نيفيز الهدف الأول في الدقيقة السادسة بضربة رأس سهلة وسط ارتباك في دفاع إنتر ميامي.
استمر الضغط الفرنسي، وظن فابيان رويز أنه أضاف الهدف الثاني لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل، قبل أن يعود نيفيز نفسه ويسجل الهدف الثاني في الدقيقة 39 بعد خطأ فادح من سيرجيو بوسكيتس في التمرير.
وقبل نهاية الشوط الأول، سجل توماس أفيليس هدفًا عكسيًا في مرماه بعد ارتباك دفاعي داخل منطقة الجزاء، ثم أضاف أشرف حكيمي الهدف الرابع بعد متابعته لتسديدة ارتدت من العارضة.
أربعة أهداف في شوط واحد كانت كافية لتظهر الفجوة الكبيرة بين الفريقين.
انهيار مفاجئ، ورباعية قاسية، وانعدام للمقاومة من فريق يضم ليونيل ميسي ولويس سواريز، فما الأسباب التي قادت إلى هذه الهزيمة الكارثية؟
أحد أهم أسباب الانهيار كان اعتماد إنتر ميامي على ميسي فقط كالعادة، لكن ليونيل كان ظهوره محصورًا في مناطق غير مؤثرة، خصوصًا في الشوط الأول.
شارك ليونيل ميسي في اللقاء كاملًا دون أن يترك أي بصمة واضحة، رغم محاولاته الفردية في الشوط الثاني.
سدد مرتين على المرمى، وصنع فرصة واحدة فقط، ولم يتمكن من تسجيل أو صناعة أي هدف.
الأرقام تؤكد تراجع تأثيره، فقد لمس الكرة 48 مرة، ومرر 35 تمريرة منها 31 صحيحة بنسبة دقة 89%، وسدد مرتين فقط على المرمى، ولم يسدد أي كرة خارجه.
رغم تحركاته ومحاولاته في الشوط الثاني، فإن الشوط الأول كشف بشكل واضح عن عجزه بدنيا، وهو ما استغله إنريكي بذكاء.
لم يكن لويس سواريز أفضل حالًا من زميله، بل كان أقل فاعلية، فقد خاض المباراة كاملة دون أي تسديدة على المرمى أو حتى محاولة مراوغة ناجحة.
رأس الحربة لم يهدد المرمى بأي شكل، ما جعل الفريق بلا أنياب، كما أن غياب الفعالية الهجومية زاد من الضغط على الدفاع، وسهّل سيطرة باريس.
ولم يسدد سواريز أي كرة طوال 90 دقيقة، وأخفق في كل محاولات المراوغة، وفقد الاستحواذ 12 مرة، وارتكب 3 أخطاء، ولم يصنع أي تمريرة حاسمة، وأخيرًا أضاع فرصة واحدة خطيرة، مررها له ميسي.
وخلال المباراة أمام سان جيرمان لم يظهر سواريز على الإطلاق، وبدت تحركاته بلا جدوى أمام دفاعات باريس.
لم يكن فوز باريس وليد الصدفة، لويس إنريكي قرأ المباراة بشكل مثالي.
استفاد مدرب باريس من كل نقاط الضعف في إنتر ميامي، فقد استغل إنريكي الخلل الدفاعي في الشوط الأول، وركز اللعب في عمق وسط إنتر ميامي، ما سمح لفريقه بالتسجيل بسهولة وسط غياب شبه كامل للتمركز الدفاعي لرفاق ميسي.
وفي الشوط الثاني، قرر الاكتفاء بالتمرير والمداورة، فانتقل إلى أسلوب التيكي تاكا الذي استنزف لاعبي ميامي بدنيًا ونفسيًا دون أن يُجهد لاعبيه في الهجوم، استعدادا لربع النهائي حيث تنتظره مواجهة أقوى مع الفائز من فلامنغو وبايرن ميونخ.