في تصريحات أثارت قلقاً واسعاً بين جماهير الأهلي السعودي، ألمح الإعلامي وليد الفراج إلى إمكانية رحيل المدرب الألماني ماتياس يايسله عن صفوف "الراقي" للانتقال إلى أحد الأندية الأخرى في الدوري السعودي.
هذا التلميح، الذي يأتي في وقت حساس من عمر النادي، يفتح الباب أمام سيناريو مرعب قد يكلف الأهلي غالياً، ويهدد بضياع فرصة المنافسة بقوة على عدد غير مسبوق من الألقاب في الموسم الكروي القادم، فمن غير المعقول أن يخسر فريق بحجم الأهلي مدربا بهذه القوة وبعد تحقيق لقب آسيا للنخبة، وهو على أعتاب موسم مزدحم بالاستحقاقات الكبرى التي يمكن أن تصل إلى 8 بطولات مختلفة.
ببساطة، من المستحيل أن يكون فريق كرة قدم على وشك الدخول في موسم كروي بهذا القدر من الانشغال والتحديات، وهو قادم من موسم شهد بعض النجاحات تحت قيادة مدرب معين، ثم يفرط في هذا المدرب، حتى لو كانت هناك تحفظات على بعض جوانبه، فالاستقرار الفني والتعود على أساليب المدرب أمران حاسمان للنجاح.
عندما يكون الجدول مضغوطاً والرهان كبيراً على كل بطولة، فإن رحيل يايسله في هذا التوقيت لن يعني فقط البحث عن بديل والدخول في مرحلة تأقلم جديدة قد تستنزف وقتاً ثميناً، بل يهدد بشكل مباشر قدرة الأهلي على المنافسة على كل الألقاب المتاحة في الموسم المقبل، والتي نعددها لتوضيح حجم الكارثة المحتملة.
8 بطولات كاملة
يواجه الأهلي في الموسم المقبل فرصة المنافسة على عدد غير مسبوق من البطولات يصل إلى 8، خسارة المدرب يايسله تهدد حظوظ الفريق في كل منها، وأولها كأس السوبر السعودي، الذي يمكن للأهلي المشاركة فيه حال تمكن من تحسين مركزه الحالي في جدول ترتيب الدوري لضمان الوجود ضمن الفرق المؤهلة، وهي بطولة قصيرة لكنها تمنح دفعة معنوية كبيرة.
وبالتأكيد، هناك الدوري السعودي للمحترفين، وهو الهدف الأساسي لأي فريق كبير، ويتطلب نفساً طويلاً واستقراراً فنياً عالياً، كذلك كأس خادم الحرمين الشريفين، البطولة الأغلى في الكرة السعودية، التي يسعى الجميع لنيل شرف التتويج بها.
شرف قاري وعالمي
تتجاوز الطموحات المنافسات المحلية لتصل إلى الساحة القارية والعالمية، إذ يمثل دوري أبطال آسيا للنخبة تحدياً كبيراً، والمنافسة فيه تتطلب إعداداً خاصاً ونهجاً تكتيكياً مرناً، يضاف إلى ذلك بطولة الأندية العربية، التي تجمع أفضل الفرق في الوطن العربي وتتمتع بقيمة ومتابعة كبيرة، لكن الأهم من ذلك هو المشاركة في بطولة الإنتركونتننتال (بشكلها الجديد) كبطولة عالمية كبرى تجمع أبطال القارات، مما يضع الأهلي في مواجهة محتملة مع كبار العالم، وهي فرصة تاريخية لا يمكن التفريط فيها بسبب عدم الاستقرار الفني.
ولا تتوقف قائمة البطولات المحتملة عند هذا الحد، فقد يمتد المشوار ليشمل كأس آسيا الباسفيك، وهي بطولة قد يواجه فيها بطل آسيا نظيره من أوقيانوسيا، حال سمحت قرعة الإنتركونتننتال بذلك، مما يمثل تحدياً فريداً من نوعه، وإذا ما فاز الفريق في هذه المباراة الأولى (في بطولة آسيا الباسفيك)، أو وصل إلى المباراة التالية بشكل مباشر بالقرعة، فقد يتأهل للمنافسة في كأس آسيا الباسفيك أفريقيا، التي تجمع الفائز من اللقاء الأول ببطل القارة السمراء، هذه السلسلة من البطولات الجديدة والمحتملة تزيد حجم الموسم القادم وتجعله استثنائياً بكل المقاييس.
ختاما
كل هذه البطولات تمثل فرصاً ذهبية للأهلي لإثبات مكانته، لكنها في الوقت نفسه تشكل تحدياً هائلاً يتطلب أقصى درجات الاستعداد والاستقرار، رحيل يايسله في هذا التوقيت، كما يلمح الفراج، سيعني زعزعة هذا الاستقرار، والدخول في نفق من عدم اليقين قبل موسم هو الأهم في السنوات الأخيرة، مما يجعل هذا الاحتمال بمثابة تهديد حقيقي بخسارة الفريق لفرصة المنافسة بجدية على كل هذه الألقاب، ويضع إدارة الأهلي أمام مسؤولية تاريخية في الحفاظ على استقرار الفريق الفني.