في مفاجأة مدوية قد تُعد صفعة لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) غياني إنفانتينو، أكد كريستيانو رونالدو أنه لن يشارك في النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية هذا الصيف.
هذا القرار، الذي يتجاوز مجرد الغياب عن بطولة، يثير تساؤلات عديدة حول دوافعه، خاصة أن الفيفا كانت تعول كثيرًا على حضور نجوم بحجم رونالدو لضمان نجاح البطولة الجديدة.
ويستعرض "إرم نيوز" الأسباب الحقيقية وراء رفض "الدون" المشاركة في هذا المحفل العالمي:
1. الرغبة في الحصول على الراحة
أحد أبرز الأسباب لغياب رونالدو هي رغبته الملحة في الحصول على قسط كافٍ من الراحة. مع موسم كروي طويل وشاق يمتد على مدار العام تقريبًا، يعاني العديد من اللاعبين من الإرهاق البدني والذهني.
هذا التوجه نحو تفضيل الراحة ليس حكرًا على رونالدو؛ فقد شهدنا لاعبين كبارًا آخرين، مثل النيجيري فيكتور أوسيمين، يتخذون قرارات مماثلة لتجنب الإجهاد المفرط.
في ظل تزايد عدد المباريات والبطولات، أصبحت الراحة أمرًا حيويًا للحفاظ على مستوى الأداء، وتجنب الإصابات، وهو ما يدركه رونالدو جيدًا في هذه المرحلة من مسيرته.
2. "لماذا أجعل أصحاب ميسي يستفيدون مني؟"
بعيدًا عن الجوانب الفنية والبدنية، قد يكون هناك دافع شخصي قوي وراء قرار رونالدو، وهو ما يمكن تلخيصه في تساؤل: "لماذا أجعل الفيفا، التي يرتبط اسمها بقوة بمنافسه ليونيل ميسي، تستفيد من حضوري؟".
طالما كانت المنافسة بين رونالدو وميسي هي العنوان الأبرز لكرة القدم العالمية في العقدين الأخيرين. والفيفا، في نظر البعض، مالت، أحيانًا، نحو دعم ميسي في مناسبات مختلفة، وهو ما قد يولد شعورًا لدى رونالدو بعدم رغبته في أن يكون جزءًا من حدث يعود بالنفع على مؤسسة قد لا يعتبرها محايدة تمامًا في هذا التنافس التاريخي.
3. غياب العرض المغري
ربما يكون السبب الأكثر واقعية هو غياب الحافز الرياضي أو التجاري الكافي لإقناع رونالدو بالمشاركة. فلم يصل لرونالدو عروض من أندية أوروبية ذات ثقل جماهيري وتاريخي كبير مثل ريال مدريد، مانشستر سيتي، أو باريس سان جيرمان.
هذه الأندية، التي اعتاد رونالدو على مواجهتها في بطولات كبرى مثل دوري أبطال أوروبا، تقدم مستوى تنافسيًا وجماهيريًا مغريًا. في غياب مثل هذه العروض قد لا يجد رونالدو في البطولة الجديدة الإثارة والتحدي الكافي الذي يدفعه للتضحية بوقته وراحته.
4. التركيز على الموسم المقبل للنصر
يُعد التركيز على الموسم المقبل مع نادي النصر السعودي أولوية قصوى لرونالدو. بعد موسم لم يحقق فيه النصر جميع أهدافه، يسعى رونالدو لقيادة الفريق نحو التتويج بالبطولات المحلية والقارية.
المشاركة في كأس العالم للأندية قد تعني فترة إعداد أقصر للموسم الجديد، وزيادة في احتمالية الإرهاق والإصابات. رونالدو، بقيمته الفنية والقيادية، يدرك أن نجاح النصر يعتمد بشكل كبير على جاهزيته الكاملة وتركيزه، وبالتالي فإن إعطاء الأولوية للاستعداد الأمثل للموسم المقبل يبدو قرارًا حكيمًا.
5. عطلة سعيدة بعد التتويج بدوري الأمم الأوروبية
أخيرًا، لا يمكن إغفال الجانب النفسي لقرار رونالدو. فقد اختتم موسمه بالتتويج بلقب دوري الأمم الأوروبية، وهو إنجاز كبير يضيف إلى رصيده الحافل بالألقاب.
هذا التتويج يمنحه شعورًا بالرضا والسعادة، وبالتالي الرغبة في الاستمتاع بإجازة هادئة ومستحقة بعد موسم ناجح على الصعيد الدولي.
الإجازة في قمة التألق قد تكون أفضل وسيلة لشحن الطاقات والعودة أقوى في الموسم المقبل، بدلاً من الانخراط في بطولة أخرى قد لا تحمل نفس القدر من الإثارة أو الأهمية في مسيرته.
