بينما يلملم عام 2025 أوراقه، وفي قلب العاصمة الرياض، يبدو أن إدارة نادي الهلال السعودي قد قررت أخيرًا وضع القطعة الناقصة في الأحجية الزرقاء.
فبعد شهور من إسدال الستار على مونديال الأندية في الولايات المتحدة، ورحيل النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا بنهاية الموسم الماضي تاركًا خلفه إرثًا من الإصابات أكثر من الأهداف، تتجه الأنظار صوب ليفربول، حيث يعيش الملك المصري أيامًا عاصفة مع مدربه آرني سلوت.
التعاقد المحتمل مع محمد صلاح في يناير 2026 أو الصيف المقبل لا يعتبر مجرد صفقة انتقال، بل هو تصحيح مسار لمشروع "الزعيم" العالمي.
وهنا نستعرض 6 مكاسب مرعبة فنيًا وتسويقيًا سيجنيها الهلال من وصول لاعب من الفئة A الحقيقية:
1. الاستمرارية البدنية (نقيض تجربة نيمار)
المكسب الأول والأهم للهلال هو ضمان التواجد؛ عانى الزعيم الموسم الماضي من غياب نجمه الأول (نيمار) في الأوقات الحاسمة. في المقابل، يمتلك صلاح سجلًا بدنيًا مرعبًا؛ فهو اللاعب الذي ندرت إصابته طوال 8 سنوات في البريميرليغ.
الهلال، الذي خاض ماراثون كأس العالم للأندية ونافس في دوري النخبة الآسيوي، يحتاج لنجم يلعب 50 مباراة في الموسم دون توقف، وصلاح هو الآلة التي لا تتعطل.
2. الوجه الحقيقي للمشروع السعودي
مع تقدم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو في العمر واقتراب مسيرته من خط النهاية، يحتاج الدوري السعودي لوجه جديد يقود المرحلة القادمة، صلاح ليس مجرد لاعب عالمي، بل هو الأيقونة العربية الأكبر في التاريخ.
وجوده في الهلال سيعيد تشكيل الخارطة التسويقية للدوري، جالبًا عقود رعاية واستثمارات ضخمة تعوض الفراغ التسويقي الذي تركه رحيل نيمار، وبشكل أكثر استدامة وتأثيرًا في المنطقة.
3. الحل الجذري للعقم التهديفي أمام الكبار
أظهرت مشاركة الهلال في مونديال الأندية الأخير فجوة واضحة في اللمسة الأخيرة أمام أندية أوروبا الكبرى. "الزعيم" كان يصنع اللعب، لكنه افتقد السفاح الذي يترجم أنصاف الفرص إلى أهداف في المباريات المغلقة.
صلاح، بأرقامه القياسية في ليفربول، يمنح الهلال معدلًا تهديفيًا مضمونًا يتجاوز 25 هدفًا في الموسم، وهو السلاح الذي احتاجه الفريق بشدة في المحافل الدولية.
4. عقلية البطل في غرفة الملابس
بعد رحيل عدد من الأسماء الخبيرة، يحتاج الهلال لقائد فعلي داخل غرفة الملابس، صلاح يأتي بعقلية احترافية صارمة، قادرة على ضبط إيقاع الفريق وتوجيه اللاعبين الشباب السعوديين.
وجوده سيخلق حالة من الانضباط والجدية التي ربما افتقدها الفريق في عدة فترات مع وجود بعض المحترفين السابقين.
5. المرونة التكتيكية مع منظومة إنزاغي
على الصعيد الفني، يعتبر صلاح القطعة الأنسب لأسلوب لعب الهلال الهجومي، قدرته على اللعب كجناح أيمن، أو مهاجم وهمي، أو صانع لعب متقدم، ستمنح المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي حلولًا لا حصر لها لفك تكتلات الفرق الدفاعية في الدوري، أو مجاراة السرعات في دوري النخبة الآسيوي.
صلاح هو التطور الطبيعي لمركز الجناح الذي لم يشغله أحد بكفاءة 100% منذ سنوات في الهلال على الرواق الأيمن عكس الوضع في الجناح الأيسر مع سالم الدوسري.
6. الهيمنة النفسية على الخصوم
بمجرد نزول صلاح بقميص الهلال، يكتسب الفريق أفضلية نفسية مرعبة قبل صافرة الحكم، اسم صلاح وحده كفيل بإرباك دفاعات الخصوم وتغيير خطط المدربين المنافسين، وهو ما يمنح الهلال مساحات لباقي نجومه للإبداع.
الخلاصة
رحيل نيمار كان نهاية لفصل الاستعراض، وقدوم صلاح سيكون بداية لفصل الفعالية، الهلال أدرك الدرس جيدًا بعد كأس العالم للأندية: النجومية وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى الاستمرارية، وصلاح هو العنوان الأبرز لهذه المرحلة.
